للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحافظ ابن حجر: "ظاهر الأحاديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها فلو كان قبل الصراط لحالت النار بينه وبين الماء الذي يصب من الكوثر فيه".

قال: "وأما ما أورد عليه من أن جماعة يدفعون عن الحوض بعد أن يروه ويذهب بهم إلى النار.

فجوابه: أنهم يقربون من الحوض بحيث يرونه ويرون (١) فيدفعون في النار قبل أن يخلصوا من بقية الصراط" (٢).

وقال القرطبي في تذكرته: "الصحيح أن للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حوضين أحدهما في الموقف قبل الصراط والثاني في الجنة وكلاهما يسمى كوثرًا والكوثر في كلام العرب الخير الكثير" (٣).

قال الجلال السيوطي وقد ورد التصريح في حديث صحيح عند الحاكم وغيره بأن الحوض بعد الصراط (٤).


(١) ويرون. . . كذا في النسختين وفي الفتح ويرون النار. . . .
(٢) فتح الباري (ج ١١/ ٤٧٤).
(٣) التذكرة للقرطبي (٣٦٢).
(٤) يشير إلى الحديث الذي أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٦٠)، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند (٤/ ١٣ - ١٤) والطبراني في الكبير (١٩/ ٢١١ - ٢١٤) عن لقيط ابن عامر في حديث طويل في صفة الجنة والبعث وفيه: "تعرضون عليه بادية له صفًا حكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ غرفة من ماء فينضح قبيلكم بها فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحد منكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء وأما الكافر فتحطمه مثل الحميم الأسود ألا ثم ينصرف نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- ويفترق على أثره الصالحون فيسلكون جسرًا من النار فيطأ أحدكم الجمرة فيقول حسن يقول ربك عز وجل أو أنه ألا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ واللَّه ناهلة عليها قطر ما رأيتها فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وضع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى. . . ".=

<<  <  ج: ص:  >  >>