للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: ٤٧].

وقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: ٦ - ١١].

وقوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الأعراف: ٩].

وفي صدر الآية: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} [الأعراف: ٨].

وأما السنة فبلغت مبلغ التواتر وسنذكر طرفًا منها قريبًا.

وأما الإجماع فأجمع أكابر محققي هذه الأمة من أهل السنة (١) بأن الإيمان بثبوت الوزن والميزان حق واجب وفرض لازب (٢) لثبوته بالسماع وعدم استحالة ذلك عقلًا (٣).


= قلت: ومثل هذا الخبر لايثبت إلا بدليل صحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. واللَّه أعلم.
(١) المناسب أن يقول: أجمع أهل السنة.
(٢) لازب: اللازب الثابت وهو أفصح من اللازم.
مختار الصحاح (٥٩٧) لزب.
(٣) علمًا بأن أمور الغيب التي أخبر بها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يجب الإيمان بها والتسليم لها وإن لم تحط بها العقول وتدرك حقيقتها وهذه فائدة الوحي والإيمان بالغيب ومن أكبر الجهل قياس عالم الغيب على عالم الشهادة وتحكيم العقل في ما لا مجال للعقل فيه، لأن اللَّه جعل للعقول حدا تنتهي إليه ولم يجعلها تحيط بكل شيء وما ضل كثير من المبتدعة من المعتزلة وغيرهم. وردوا كثيرًا من الأحاديث النبوبة الصحيحة الصريحة إلا بدعوى مخالفتها للعقل. وليس معنى هذا القاء العقل جانبًا فالبحث العقلي ليس مذمومًا على الإطلاق إنما يذم إذا اكتفى به عن الأدلة الشرعية أو قدم عليها أو عارض نصوص الدين.
أما أبحاث العقيدة التي يستدل بها على وحدانية اللَّه تعالى وعلمه وقدرته وحكمته وعظمته، والبعث والجزاء فقد طالب القرآن العقل البشري أن ينظر فيها ويتفكر فيها فهي أدلة تدعم الإيمان وتزيد في تثبيت الاعتقاد.
ولهذا يجد المتأمل في كتاب اللَّه تعالى الآيات الكثيرة التي تحث العقل البشري على التأمل =

<<  <  ج: ص:  >  >>