للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "وإن له لسانًا وكفتين توزن به صحائف الأعمال".

وقال ابن عقيل: (١) "توزن فيه أعمال العباد بمعنى أنهم يعرفون مقاديرها عند رجحانه ونقصانه، قال: ويحتمل أن يكون المطروح فيه الصحف لتعذر بقاء الأعمال، وصوبه الشيخ مرعي في بهجته وذهب إليه جمهور المفسرين (٢).

وقد سئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عما يوزن يوم القيامة، فقال: الصحف (٣). ذكره الفخر الرازي (٤) وغيره. وحكاه ابن عطية عن أبي (٥) المعالي (٦).

يؤيد ذلك ما رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه، والبيهقي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن اللَّه يستخلص رجلًا من أمتي" وفي لفظ: "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلًا، كل سجل منها مثل مد البصر، فيقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يارب، فيقول: أفلك عذر أو حسنة؟ فيقول: لا يارب، فيقول اللَّه:


= (٢/ ٣٠٣)؛ والسنة للآلكائي رقم (٢٢٢٢).
(١) ابن عقيل: تقدم (١/ ٢٤٨).
(٢) قال البيضاوى في تفسيره (١/ ٣٣٢) الجمهور على أن صحائف الأعمال هي التي توزن.
(٣) ذكره الفخر الرازي في تفسيره (١٤/ ٢٤) ولم يسنده.
(٤) الفخر الرازي: تقدم (١/ ١٨٦).
(٥) في النسختين "ابن أبي المعالي" وقد تقدم (٢/ ١٥٠).
والذي في اللوامع للمؤلف (٢/ ١٨٧) "أبي المعالي" ولعله الصحيح، وأبو المعالي، هنا هو الجويني، وقد تقدت ترجمته (١/ ١٣٧).
(٦) انظر: تفسير ابن عطية (٧/ ١٣)؛ وانظر العقيدة النظامية (ص ٨٠ - ٨١)؛ والإرشاد (ص ٣٧٩ - ٣٨٠) كلاهما لأبي المعالي الجويني.

<<  <  ج: ص:  >  >>