(١) انظر (٢/ ١٨٢). (٢) يتلخص من كلام الشارح رحمه اللَّه أن العلماء اختلفوا في الموزون على ثلاثة أقوال: ١ - أن الموزون العامل مع عمله. ٢ - أن الموزون الأعمال نفسها. ٣ - أن الموزون صحائف الأعمال وهو الذي مال إليه المؤلف ورجحه واستدل له. وهناك قول رابع، وهو أن الموزون هو العامل نفسه. قال الحافظ بن كثير رحمه اللَّه في تفسيره (٣/ ٤٥٠ - ٤٥١) بحد أن ذكر الأقوال في الموزون، قال: "وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحا، فتارة توزن الأعمال، وتارة توزن محالها، وتارة يوزن فاعلها. واللَّه أعلم. انتهى. وقال الشيخ حافظ حكمي -رحمه اللَّه- في كتابه "معارج القبول" (٢/ ١٨٥): "والذي استظهر من النصوص -واللَّه أعلم- أن العامل وعمله وصحيفة عمله، كل ذلك موزن لأن الأحاديث التي في بيان القرآن قد وردت بكل من ذلك ولا منافاة يينها". واستدل بالحديث الذي رواه أحمد وتقدم قبل قليل. ثم قال: "فهذا الحديث يدل على أن العبد يوضع هو وحسناته وصحيفتها في كفة وسيئاته مع صحيفتها في الكفة الأخرى، وهذا غاية الجمع في ما تفرق ذكره في سائر أحاديث الوزن، وللَّه الحمد والمنة" انتهى.