للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أخرج البخاري والإسماعيلي (١) في مشيخته واللفظ له عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه الآية: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: ٤٧] قال: "يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص بعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله في الدنيا" (٢).

قال قتادة: "كان يقال: ما يشبه بهم إلا أهل الجمعة انصرفوا من جمعتهم" (٣).

قال القرطبي: "هذا في حق من لم يدخل النار من عصاة الموحدين أما من دخلها ثم أخرج منها، فإنهم لا يحبسون بل إذا أخرجوا أبقوا على أنهار الجنة" (٤).

وقال (٥) في "الفتح" في قوله: "يخلص المؤمنون من النار" ينجون من السقوط فيها بمجاوزة الصراط فيها.


(١) الإسماعيلي: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الإسماعيل الشافعي أبو بكر محدث فقيه حافظ صاحب "الصحيح" وشيخ الشافعية في ناحيته قال الذهبي "وصنف تصانيف تشهد له بالإمامة في الفقه والحديث عمل مسند عمر في مجلدتين، والمستخرج على الصحيح، أربع مجلدات ومعجمه في مجيليد يكون عن نحو ثلاثمائة شيخ، توفى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢٩٢).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٦٥٣٥) (١١/ ٤٠٣) في الرقاق، باب القصاص يوم القيامة.
(٣) انظر هذه الرواية في تفسير ابن جرير (١٤/ ٣٧ - ٣٨)؛ وفي الدر المنثور (٥/ ٨٤).
(٤) التذكرة للقرطبي (ص ٤٠٨).
(٥) أي الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري.

<<  <  ج: ص:  >  >>