للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "واختلف في القنطرة المذكورة فقيل هي من تتمة الصراط وهي طرفه الذي يلي الجنة وقيل إنها صراط آخر وبه جزم القرطبي" (١).

واختار الجلال السيوطي في "البدور السافرة" أنه طرف الصراط الذي يلي الجنة للأحاديث (٢) واللَّه أعلم إذا علمت هذا، فقد قال العلماء رضي اللَّه عنهم ورحمهم:

الصراط أدق من الشعرة وأحدّ من السيف وأحمى من الجمرة، لما رواه للطبراني بإسناد حسن عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة -أي مزلقة مزلة- أي لا تثبت عليه قدم بل تزل عنه إلا من يثبته اللَّه تعالى، عليه كلاليب من نار يختطف بها فممسك يهوي فيها (٣) ويستبقون عليه بأعمالهم فمنهم من شده (٤) كالبرق، فذلك الذي لا ينشب أن ينجو، ومنهم من شده كالريح، ومنهم من شده كالفرس الجواد، ومنهم من شده كهرولة الرجل، ثم كمشي الرجل، وآخر من يدخل الجنة رجل قد لوحته (٥) النار فيقول اللَّه له: سل


(١) انظر: فتح الباري (١١/ ٤٠٦)؛ والتذكرة للقرطبي (ص ٤٠٨)؛ ولوامع الأنوار (٢/ ١٩٠).
(٢) انظر: البدور السافرة (ص ٢٨٢ - ٢٨٣).
(٣) جاءت العبارة في النسختين، وفي كتاب اللوامع للشارح (٢/ ١٩٠) عليه جلاليب من نار تخطف أهلها فتمسك بهواديها. . . إلخ.
والمثبت من معجم الطبراني ومن معجم الزوائد وهو الصحيح.
(٤) كذا في النسختين، وفي الطبراني: "ومنهم من يمر كالبرق".
ومعنى الشد: العدو. النهاية (٢/ ٤٥٢).
(٥) كذا في النسختين، وفي اللوامع، وفي الطبراني: "حتى يكون آخرهم إنسانا (رجل) قد أوحته ولقى فيها شرًا. . . " =

<<  <  ج: ص:  >  >>