للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تفسير الثعلبي (١)، وابن عطية (٢) عن أبي هريرة وابن عباس -رضي اللَّه عنهم-: "إذا مات الناس كلهم في النفخة الأولى أمطر عليهم أربعين عامًا كمني الرجال من تحت العرش يدعى ماء (الحيوان) (٣) فينبتون من قبورهم بذلك المطر كما ينبت الزرع من الماء حتى إذا استكملت أجسادهم نفخ فيهم الروح ثم يلقى عليهم نومة فينامون في قبورهم، فإذا نفخ في الصور النفخة الثانية قاموا وهم يجدون طعم النوم في أعينهم كما يجده النائم إذا استيقظ من نومه فعند ذلك يقولون {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: ٥٢] (٤).

وفي الصحيحين من حديث أنس -رضي اللَّه عنه- أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، قال اللَّه تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} [الفرقان: ٣٤] أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه".

قال قتادة حين بلغه: بلى وعزة ربنا (٥).


(١) الثعلبي: تقدم (١/ ٣٧٥).
(٢) ابن عطية: تقدم (٢/ ١٩٥).
(٣) في "ظ" الحياة والمثبت من الأصل، ومن كتب مصادر الأثر في التفسير.
(٤) وأما الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤) تحقيق أحمد شاكر، طبع المعارف بمصر، عن أبي هريرة بغير إسناد؛ وذكره البغوى في تفسيره (٣/ ٤٩٣) عن أبي هريرة وابن عباس -رضي اللَّه عنهما- ولم يسنده وأورده ابن عطية في تفسيره (٧/ ٨٥) من رواية ابن جرير. وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه اللَّه-: "لم أجد هذا النص في شيء من مراجعي".
(٥) سبق تخريجه في التعليق على (٢/ ٢١٦). فقرة ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>