للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقف الناس على أرض "قد مدها اللَّه كما يمد الأديم العكاظي" (١) "فهم في ضيق مقامهم فيها كضيق سهام اجتمعت في كنانتها، فالسعيد يومئذ من يجد لقدمه مقامًا، وأكثر الأقدام يومئذ بعضها على بعض (٢) لأن اللَّه يجمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين، ويوم الوقوف أهوال عظيمة وكربات جسيمة تذيب الأكباد وتذهل المراضع وتشيب الأولاد (٣) وهو حق ثابت ورد به الكتاب والسنة، وانعقد عليه الإجماع وهو يوم القيامة لقيام الناس من قبورهم فيقومون لرب العالمين.


(١) وردت هذه الصفة في حديث الصور الطويل الذي رواه أبو يعلى الموصلي، كما في النهاية لابن كثير (١/ ١٧٢ - ١٧٨) والطبراني في الكبير (٢٥/ ٢٦٦) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا، وقد تكلم الحافظ ابن كثير عليه متنًا وإسنادًا.
النهاية لابن كثير (١/ ١٧٢) وما بعدها؛ وتفسيره (٣/ ٣٣٧) وما بعدها.
ووردت من قول ابن عباس رواه البيهقي في البعث والنشور. انظر الدر المنثور (٥/ ٥٧).
ومعنى الأديم العكاظي: الأديم الجلد.
وعكاظ: اسم سوق من أسواق العرب، وموسم من مواسم الجاهلية، كانت قبائل العرب يجتمعون بها كل سنة فيتفاخرون ويحضرها الشعراء فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر -وهي في موضع قرب الطائف.
وعكاظي: منسوب إليها وهو مما حمل إلى عكاظ فبيع بها.
لسان العرب (٩/ ٣٢٧) (عكظ)؛ المغرب (١/ ٣٣).
(٢) ذكر الشارح رحمه اللَّه في كتابه اللوامع (٢/ ١٦٨) أن هذا من كلام ابن عباس.
وأخرج الوائلي كما في التذكرة للقرطبي (١/ ٢٨٩) نحوه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا.
وأخرج ابن المبارك في الزهد (ص ١١٠) (الزيادات) عن عبيد اللَّه بن العيزار نحوه.
(٣) في "ظ": الأطفال.

<<  <  ج: ص:  >  >>