للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما تخرج الحبة في حمل السيل (١) (٢).

قال الحافظ ابن رجب (٣) في كتابه "صفة النار" (٤) المراد بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يعملوا خيرًا قط من أعمال الجوار وإن كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار أنه لم يعمل خيرًا قط غير التوحيد. أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا" (٥).

وأخرج الحاكم بسند صحيح من حديث أبي سعيد الخدري أيضًا -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . وفيه: "ومنهم من أخذته (أي النار) إلى عنقه ولم تغش الوجوه" قال: "فيستخرجونهم فيطرحون في ماء الحياة، قيل: يا نبي اللَّه وما ماء الحياة؟ قال: غسل أهل الجنة فينبتون فيها كما تنبت الزرعة في غثاء السيل ثم يشفع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في كل من كان يشهد أن لا إله إلا اللَّه مخلصًا فيستخرجونهم منها ثم يتحنن اللَّه سبحانه برحمته على من فيها فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا أخرجه منها" (٦).


(١) أخرجه البخاري (١٣/ ٤٣١) في التوحيد باب {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وفي تفسير سورة النساء، باب {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}، وفي تفسير سورة {ن وَالْقَلَمِ}؛ ومسلم رقم (١٨٣) في الإيمان باب معرفة طريق الرؤية، بأطول مما ذكره المؤلف.
(٢) نهاية السقط في نسخة "ظ".
(٣) ابن رجب: تقدم (١/ ١٧٧).
(٤) اسمه بالكامل: "التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار" والنص فيه (ص ٢٦٠).
(٥) أخرجه البخاري (٦/ ٥٩٤) في الأنبياء؛ وفي الوحيد رقم (٧٥٠٦)؛ ومسلم رقم (٢٧٥٦) في التوبة باب في سعة رحمة اللَّه وأنها سبقت غضبه.
وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٣٩٨، ٢/ ٣٠٤).
(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٨٥ - ٥٨٦) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

<<  <  ج: ص:  >  >>