للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعل لا يدل على الكفر كالفسق: فمن أطلق عليه الإيمان فبالنظر إلى إقراره ومن نفى عنه الإيمان فبالنظر إلى كماله، ومن أطلق عليه الكفر فبالنظر إلى أنه فعل فعل الكافر، ومن نفاه عنه فبالنظر إلى حقيقته.

وأما المعتزلة فأثبتت الواسطة كما مر فقالوا: الفاسق لا مؤمن ولا كافر" (١). انتهى.

وقال الحافظ ابن رجب (٢) في "شرح الأربعين" وغيره:

"المشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان" (٣).

وفي كتاب الأم للإمام الشافعي -رضي اللَّه عنه- في باب النية: كان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومن أدركناهم يقولون:

"الإيمان قول وعمل ونية ولا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر" (٤).

قال الحافظ ابن رجب: "انكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكارًا شديدًا، وممن أنكر ذلك على قائله وجعله محدثًا: سعيد (٥) بن جبير،


(١) انظر: فتح الباري (١/ ٦١)؛ ولوامع الأنوار (١/ ٤٠٤ - ٤٠٥).
(٢) ابن رجب مضت ترجمته (١/ ١٧٧).
(٣) انظر: النص في جامع العلوم (١/ ٦١ - ٦٢).
(٤) ذكر هذا النص عن الإمام الشافعي رحمه اللَّه.
اللآلكائي في شرح السنة (٥/ ٨٨٦ - ٨٨٧)؛ وابن تيمية في كتابه الإيمان (ص ١٩٧)؛ وابن رجب في جامع العلوم (١/ ٦٢)؛ والمؤلف في لوامع الأنوار (١/ ٤٠٥). لكن لم أجده في مظانه من كتاب الأم للشافعي.
(٥) مضت ترجمته (١/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>