للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد مال إلى هذا المذهب أبو عبد اللَّه بن مجاهد (١) وهذا قول مالك بن أنس (٢) إمام دار الهجرة ومعظم أئمة السلف -رضي اللَّه عنهم- فكانوا يقولون: الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان" (٣). زاد بعض السلف من أهل السنة: واتباع السنة لأن العمل لا يكون محبوبًا للَّه تعالى إلا بذلك.

كما قال سهل بن عبد اللَّه التستري (٤): "الإيمان قول وعمل ونية وسنة لأن الإيمان إن كان قولًا بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولًا وعملًا بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولًا وعملًا ونية بلا سنة فهو بدعة" (٥).

قال شيخ الإسلام -روح اللَّه روحه-: "الإيمان الذي أصله في القلب لابد فيه من شيئين: تصديق القلب وإقراره ومعرفته، ويقال لهذا قول القلب، فإذا كان في القلب معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة فلا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب، ولهذا قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا وإن في الجسد مضغة


= -رحمه اللَّه- لا من تلامذته كما قال الأهوازي، وهو من جملة العلماء الكبار الأثبات واعتقاده موافق لاعتقاده في الإثبات (أي لاعتقاد الأشعري) انتهى.
ولم أجد له ترجمة في غيره من المصادر التي تيسر لي الإطلاع عليها.
(١) أبو عبد اللَّه بن مجاهد: محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي البصري أبو عبد اللَّه صاحب أبي الحسن الأشعري وذو التصانيف الكثيرة في الأصول قدم من البصرة فسكن بغداد وعنه أخذ أبو بكر الباقلاني وكان دينًا صينًا خيرا.
وقد جعل الذهبي وفاته بعد الستين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (١٦/ ٣٠٥)؛ والعبر (٢/ ١٣٦).
(٢) سبقت ترجمته (١/ ١٧٧).
(٣) نهاية ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية. انظر كتابه الإيمان (١٣٨).
(٤) تقدمت ترجمته (١/ ١١٨).
(٥) انظر: النص في كتاب الإيمان لابن تيمية (ص ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>