للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا: كل ما يطاع اللَّه به من فريضة ونافلة فهو من الإيمان، قالوا: والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. قال: وأهل الذنوب عندهم مؤمنون غير مستكملى الإيمان -كما مر- ألا ترى إلى قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (١) الحديث: يريد مستكمل الإيمان ولم يرد به نفى جميع الإيمان عن فاعل ذلك بدليل الإجماع على توريث الزاني والسارق وشارب الخمر، إذا صلوا إلى القبلة وانتحلوا دعوة المسلمين من قراباتهم المؤمنين الذين ليسوا بتلك الأحوال" (٢).

ثم قال: وعلى أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية جماعة أهل الآثار والفقهاء أهل الفتيا في الأمصار.

قال: "وهذا مذهب الجماعة من أهل الحديث والحمد للَّه" (٣).

ثم رد على المرجئة وعلى الخوارج والمعتزلة بالموارثة وبحديث عبادة بن الصامت "من أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له" (٤).

وقال: الإيمان مراتب بعضها فوق بعض فليس ناقص الإيمان ككامله، قال اللَّه تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ


(١) رواه البخاري (٥/ ١٤٣) رقم (٢٤٧٥) في المظالم، باب النهي بغير إذن صاحبه؛ ومسلم في الإيمان رقم (٥٧) عن أبي هريرة، ورواه البخاري والنسائي عن ابن عباس -أيضًا-.
انظر: جامع الأصول (١١/ ٧١٢).
(٢) انظر: التمهيد (٩/ ٢٤٣) ونقله عنه شيخ الإسلام في الإيمان (ص ٣١٣ - ٣١٤).
(٣) التمهيد (٧/ ٢٥٢)؛ والإيمان لابن تيمية (ص ٣١٤).
(٤) رواه البخاري (١/ ٨١) رقم (١٨) في الإيمان؛ ومسلم رقم (١٧٠٩) في الحدود، باب الحدود كفارات لأهلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>