كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية

فصل في الكلام على الإيمان وبيان تبيان أقوال الناس فيه وترجيح المستحق للرجحان بالدليل الثابت وإقامة البرهان - الحث على التمسك بالسنة وبيان أنها الطريق المستقيم والتحذير من الآراء المخالفة لها - ج: 2 - ص: 362

وقد قال سيدنا الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه-: رأي فلان ورأي فلان ورأي فلان عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار (١).

وروى ابن عبد البر (٢) بسنده عن عبد اللَّه الحافظ المتقن ابن الإمام أحمد عن أبيه -رضي اللَّه عنه- (٣):

دين النبي محمد آثار ... نعم المطية للفتى الأخبار

لا تعد عن علم الحديث وأهله ... فالرأي ليل والحديث نهار

ولربما جهل الفتى طرق الهدى ... والشمس طالعة لها أنوار

وقال غيره من أهل العلم (٤):

العلم قال اللَّه قال رسوله ... قال الصحابة ليس خلف فيه

ما العلم نصبك للخلاق سفاهة ... بين النصوص ودين رأي فقيه

كلا ولا رد النصوص تعمدًا ... حذرًا من التجسيم والتشبيه

حاشا النصوص من الذي رميت به ... من فرقة التعطيل والتمويه

وقال أبو محمد هبة اللَّه (٥) بن الحسن الشيرازي -رحمه اللَّه تعالى- (٦):

---

(١) انظر: النص في أعلام الموقعين (١/ ٧٩).
(٢) ابن عبد البر تقدمت ترجمته (١/ ١١٩).
(٣) الأبيات في جامع بيان العلم (٢/ ٣٤ - ٣٥)؛ وفي أعلام الموقعين (١/ ٧٩)؛ ولوامع الأنوار (١/ ٧).
(٤) الأبيات في أعلام الموقعين (١/ ٧٩)؛ وفي لوامع الأنوار (١/ ٧ - ٨).
(٥) لم أجده.
(٦) انظر الأبيات في "الحطة في ذكر الصحاح الستة" لمحمد صديق حسن القنوجي (ص ٤٣ - ٤٤).