للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَنَزَّهُ عَن الأقْذَارِ، وَيُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَنْهَا، أَيْ: يُبَاعِدُ نَفْسَهُ عَنْهَا (٨). وَالنَّزَاهَةُ الْبُعْدُ مِنَ (٩) السُّوءِ (١٠). وَنُزْهُ الْفَلَاةِ: مَا تَبَاعَدَ مِنْهَا مِنَ الْمِيَاهِ وَالْأرْيَافِ. قَالَ الْهُذَلِىٌّ (١١):

أَقَبَّ رَبَاعٍ (١٢) بِنُزْهِ الْفَلَاةِ ... لَا يَرِدُ الْمَاءَ إِلَّا انْتِيَابًا (١٣)

وَإِنَّ فُلَانًا لَنَزِيهٌ كَرِيمٌ: إِذَا كَانَ بَعِيدًا عَنِ اللُّؤْمِ، وَهَذَا مَكَانٌ نَزِيهٌ، أَى خَلَاءٌ بَعيدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ فِيهِ أحَدٌ (١٤).

وَقَوْلُهُ "عَامَّةُ عَذَابِ الْقَبْرِ" أَيْ: جَمِيعُهُ، يُقَالُ: عَمَّ الشَّيْىءُ يَعُمُّ عُمُومًا: إِذَا شَمِلَ الْجَمَاعَةَ وَيُقَالُ (١٥): عَمَّهُمْ بِالْعَطِيَّةِ.

قَوْلُهُ: "فَعُفِىَ عَنْهُ (١٦) - لِأنَّهُ يَشُقُّ الْاحْتِرَازُ مِنْهُ" (١٦) مَعْنَى "يُعْفَى عَنْهَا" (١٧) أَيْ: يُمْحَى ذَنْبُهَا وَيُتركُ الْمُطَالَبَةُ بِعُهْدَتِهَا وَحِسَابِهَا. يُقَالُ: عَفَوْتُ عَن فُلَانٍ: إِذَا تَرَكْتَ مُطَالَبَتَهُ بِمَا عَلَيهِ مِنَ الْحَقِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانْهُ: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (١٨) أَيْ: الْتَّارِكِينَ مَظَالِمَهُمْ عِنْدَهُمْ، لَا يُطَالِبُونَهُمْ بِهَا. وَأصْلُهُ: مِنْ عَفَتِ الرِّيحُ الأثَرَ: إِذَا مَحَتْهُ. قَالَ زهَيرٌ" (١٩):

. . . . . . . . . . . ... عَفَتْهَا الرِّيحُ بَعْدَكَ وَالسَّمَاءُ

وَالاحْتِرَازُ: هُوَ التَّوَقِّى لِلشَّيْىءِ وَتَجَنبهُ: افْتِعَال مِنَ الحِرْزِ، كَأنَّ الْمُتَوَفِّى مِنَ النَّجَاسَةِ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فِي حِزْني مِنْهَا.

قَوْلُهُ (٢٠): "مِنْ حَرَجٍ" أَيْ (٢١): مِنْ ضِيقٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ضَيِّقًا حَرَجًا} (٢٢) يُقَالُ: مَكَان حَرَجٌ وَحَرِجٌ (٢٣)، أَيْ: ضَيِّقٌ.

كَثِيرُ الشَّجَرِ، لَا تَصِلُ إِلَيْهِ الرَّاعِيَةُ (٢٤)، وَقدْ قُرِىَ بِهِمَا (٢٥) (وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ وَالْوَحِدِ وَالْوَحَدِ وَالْفَرَدِ وَالْفَرِدِ، والْدَّنَفِ وَالدَّنِفِ، فِي مَعْنَى وَاحِدِ (٢٦)) (٢٧) وَقَدْ حَرِجَ صَدْرُهُ يَخرَجُ حَرَجًا. وَالْحَرَجُ أيْضًا: الإِثمُ (٢٨).

قَوْلُهُ: "الْقَدْرُ الَّذِى يَتَعَافَاهُ النَّاسُ" (٢٩) أَيْ: يَعُدُّونَهُ عَفْوًا، وَقَدْ عُفِىَ لَهُمْ عَنْهُ، وَلَمْ يُكَلَّفُوا


(٨) يباعدها.
(٩) خ: عن.
(١٠) أبو عبيد: أراد بالنزاهة البعد من ذلك، ثمّ كثر استعمال النزاهة في كلامهم حتى جعلوها في البساتين والخضر، ومعناه راجع إلى ذلك الأصل. غرب الحدث ٣/ ٨١، ٤٠٠ وانظر الزاهر ١/ ٣٢٦ والفائق ٣/ ٧٦ والنهاية ٥/ ٤٣. وإصلاح المنطق ٢٨٧ وأدب الكاتب ٣٨، ٣٩ والمحكم ٤/ ١٦٩.
(١١) أسامة بن حبيب الهذلى كما في المحكم ٤/ ١٦٩ واللسان (نزه ٤٤٠١).
(١٢) خ: طريد والبيت في إصلاح المنطق ٢٨٧.
(١٣) في إصلاح المنطق والمحكم واللسان (ائتيابا) قال ابن سيده ويروى "انتيابا" وذكره في اللسان.
(١٤) إصلاح المنطق ٢٨٧.
(١٥) خ: يقال.
(١٦) خ عنها، ومنها في المهذب ١/ ٦٠: دم القمل والبراغيث وما أشبهما يعفى عن قليله لأنه يشق الاحتياز منه.
(١٧) من قوله في المهذب: نجاسة لا يشق الاحتراز منها فلم يعف عنها.
(١٨) سورة آل عمران آية ١٣٤.
(١٩) ديوانه ٥٦ وصدره: فَذُو هَاشٍ فَمِيثُ عُرَبِتْنَاتٍ ... . . . . . . . . . . .
(٢٠) في المهذب ١/ ٦٠: قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [سورة الحج: ٧٨].
(٢١) ليس في خ.
(٢٢) سورة الأنعام آية ١٢٥.
(٢٣) ابن السكيت: حَرج وَحَرِجَ، وبكل قرأت القراء إصلاح المنطق ١٠٠ ومعانى القرآن للفراء ١/ ٣٥٣ ومعانى القرآن للزجاج ٢/ ٣١٨، ٣١٩.
(٢٤) معانى القرآن للفراء ١/ ٣٥٣ وللزجاج ٢/ ٣١٩ والكشف ١/ ٤٥٠،٤٥١ وتهذيب اللغة ٤/ ١٣٧.
(٢٥) السابق، ومعانى الفراء ١/ ٣٥٢ والكشف ١/ ٤٥٠ والسبعة لابن مجاهد ٢٦٨ وتقريب النشر ١١٢.
(٢٦) الفراء في معانى القرآن ١/ ٣٥٤ ونقله في تهذيب اللغة ٤/ ١٣٧ واللسان (حرج).
(٢٧) ما بين القوسين ساقط من ع.
(٢٨) العين ٣/ ٧٦ والمحكم ٣/ ٥٠.
(٢٩) المهذب ١/ ٦٠ في =