للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمِنْ بابِ الدَّعْوَى وَالْبَيِّناتِ

الْمدَّعى فِى اللُّغَةِ: كلُّ مَنِ ادَّعَى نَسَبًا أَوْ عِلْمًا، أَوِ ادَّعى ملك شَيْىءٍ، نوُزِعَ فِيهِ أَوْ لَمْ ينازَعْ، وَلا يُقالُ فِى الشَّرْعِ: مدَّعٍ إِلّا إِذا نازَعَ غَيره.

وَسمِّيَتِ البَيِّنَةَ بَيِّنَةً، وَهِيَ: الشُّهودُ؛ لِأنَّها تبِين عَنِ الْحَقِّ وَتُوضِحُهُ بَعْدَ خَفائِهِ، مِنْ بانَ الشَّيْىءُ: إِذا ظَهَرَ، وَأَبَنْتُهُ: أَظْهَرْتُهُ، وَتَبَيَّنَ لِي: ظَهَرَ وَوَضَحَ.

قَوْلُهُ: "امْتِحانِ الشُّهودِ" (١) هُوَ اخْتِبارُهُمْ، مَحَنْت الشَّيْىءَ وَامْتَحَنْتة، أَيْ: اخْتَبَرْتة، وَالاسم: المِحْنَة، وَأَصْلُة: مِنْ مَحَنْت الْبِئْرَ مَحْنًا: إِذا أَخْرَجْتَ تُرابَها وَطِينَها.

قَوْئهُ: "التَّرجِيحُ" (٢) مَأْخوذٌ مِنْ رُجْحانِ الميزانِ، وَرجَحْت بِفُلانٍ: إِذا كُنْتَ أَرْزَنَ مِنهُ (٣)، وَقَوْمٌ مَراجيحُ فِى الْحِلْمِ. وَمَعْناهُ: أَنْ تَكونَ إِحْدى الْحُجَّتَيْنِ أَقْوىَ بِزِيَادَةِ شَيْىءٍ لَيْس فِى الْأَخْرَى.

قَوْلُة: "وَنَقَده الثَّمَنَ" (٤) النَّقْدُ ضِدُّ الْفَقْدِ، وَهُوَ: إِحضارُهُ فِى الْمَجْلِسِ.

قَولهُ: "وَعَزَيَا الدَّعْوَى" (٥) يُقال: عَزَيْتُهُ إِلى أَبيهِ وَعَزَوْتُة، أَيْ: نَسَبْتَهُ إِلَيْهِ، وَاعْتَزى هوَ: أَىِ: انْتَمى وَانْتَسَبَ.


(١) في المهذب ٢/ ٣١٠: وما قاله الشافعي رحمه الله ذكره على سبيل الاستحباب، كما قال في امتحان الشهود إذا ارتاب بهم.
(٢) في المهذب ٢/ ٣١١: الحجتان إذا تعارضتا ومع إحداهما ترجيح قضى بالتى معها الترجيح.
(٣) في الصحاح واللسان (رجح): وراجحته فرجحته: كنت أرزن منه، وقوم مراجيح في الحلم.
(٤) في المهذب ٢/ ٣١٣: إذا ادعى رجل أنه ابتاع دارا من فلان ونقده الثمن. . . إلخ.
(٥) في المهذب ٢/ ٣١٤: إذا ادعى رجلان دارا في يد رجل وعزيا الدعوى إلى سبب يقتضى اشتراكهما كالإرث عن ميت والابتباع في صفقة. . . الخ.