للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكسر والضم (٦٦) وقوله: سَخَن الماء وسخُن وسخِن (١١) وقوله: ورغم أنفه ورغم بالفتح والكسر (٩٥). وقوله: يَنْبَعُ وَيَنْبُعُ وَيَنْبعُ نبع الماء ينبع وينبغ وينبع ثلاث لغات (٩).

ونلاحظ أنه حريص على جمع لغات الفعل حرصا يكاد يفوق حرص كثير من اللغويين الذين يهتمون بجمع الأفعال خاصة فقد جمع في الفعل "بثر" ثلاث لغات، بينما لم ينص السرقسطي (١) في أفعاله على أكثر من لغتين منها، وهما: بَثِرَ، وَبَثَر وعبارته: بَثِرَ الجسد بَثَراً: خرجت فيه أورام صغار، ويقال: بَثَر أيضًا بفتح الثاء وقد ذكر الفارابي (٢) اللغات الثلاث، وتابعه الجوهري (٣)، وتابعه الركبي كما ذكرها الفيومي (٤) والفيروز آبادى (٥)، وابن منظور (٦)، وكثير غيرهم من اللغويين، مما يؤكد صحتها.

وكان شديد الحرص في التنبيه على لغات الفعل المعتل، واويًا كان أو يائيا، والجمع بينهما إذا ما سُمِعَ فيه اللغتان ونص عليه اللغويون، ومنه قوله: حثا التراب يحثو ويحثى حثوا وحثيا (١٣٥) وقوله: قنوت الغنم وغيرها قنوة، وقنيت أيضًا قنية بالكسر، وقنية بالضم: إذا اتخذتها لنفسك لا للتجارة (١٥٥) وقولا: نقوت العظم ونقيته: إذا استخرجت نقيه: أى: مخه (٢١٧) وقوله: نما الشيء ينمى: إذا زاد نماء ونموا، وربما قالوا: ينمو، بالواو: (٢٦٤).

اهتمامه بالفصل بين المهموز وغير المهموز، وموقفه من الهمز والتسهيل.

[نبذة عن الهمز والتسهيل]

الهمز: هو نبر الحرف، أو الضغط عليه، أو إعطاؤه حقه بن الإشباع حتى يظهر متمكنا في مخرجه، وقد غلبت تسمية الهمز على صورة (أ) الهمزة التى يطلق عليها المحدثون (The glattal stop) أو الوقفة الحنجرية، ويحدث هذا الصوت حين ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما بحيث لا يُسمح للهواء بالمرور، ثم ينفرجان فجأة، فيحدث صوت انفجارى نتيجة لاندفاع الهواء، ويخرج حينئذ صوت الهمزة، وانتاج هذا الصوت يكلف عضلات الحنجرة جهدًا كبيرًا نتيجة للانحباس الشديد، والانفجار التابع له، وكل هذا يتم في فترة وجيزة، فضلاً عن قرب ما بين الحنجرة ومصدر إطلاق الهواء، واندفاعه بشكل مباشر عن طريق القصبة الهوائية المستقيمة، ولهذا يتعين على عضلات الحنجرة أن تتخذ أشكالا متعددة لإحكام غلق فتحة المزمار ثم فتحها بقدر معين وفي فترة يسيرة لكى ينطلق الهواء سريعا حاملا هذا الصوت (٧).

ومن العرب من يستحسن نطق الصوت على هذا النحو من التحقيق، وقد أثر عن القبائل الضاربة في البداوة، كتميم، وقيس، وأسد، وتيم الرباب، وغنى، وعكل، وعقيل (٨).

واللغة المثالية تؤثر هذا النوع من الحقيق وتعتد به، ويدل لذلك التنزيل الكريم، وما حملته آياته من تحقيق الهمز.


(١) في الأفعال ٤/ ٨٩.
(٢) ديوان الأدب ٢/ ١٠٧، ٢٣١، ٢٧٣.
(٣) الصحاح (بثر).
(٤) المصباح (بثر).
(٥) القاموس (بثر، والدرر المبثثة ٧٧.
(٦) اللسان (بثر ٢٠٨).
(٧) أنظر علم اللغة للسعران ١٤٥ - ١٤٧ والأصوات اللغوية د. أنيس ١٧ وعلم اللغة- الأصوات د. بشر ٦٧ - ٦٩ وأصوات اللغة العربية د. عبد الغفار هلال ١٨١ - ١٨٥ والقراءات القرآنية في ضوء علم ٢٢، ٢٣.
(٨) أنظر اللهجات العربية في التراث ٢٢٩ والقراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث ص ٣٠. وفي اللهجات العربية ص ٦٦، ٩٨، ٩٩، ١٢٠ وشرح المفصل ٩/ ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>