للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمِنْ بَابِ مَا يُكْرَهُ لُبْسُهُ

الدِّيبَاجُ: جِنْسٌ مِنْ ثِيَابِ الْحَرِيرِ غَلِيظٌ صَفِيقٌ (١). وَاْلإِبْرِيسَمُ: الْحَرِيرُ أيْضًا (٢). وَفيهِ لُغَاتٌ: أفْصَحُهَا: بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالراءِ (٣). وَالْخَزُّ: لُحْمَتُهُ: صُوف، وَسَدَاهُ: إبْرِيسَمُ. لَحْمَتُهُ: بِفَتْحِ الْلَّامِ، (وَبِضَمِّهَا، أيضًا [عَنِ] (٤) الْجَوْهَرِىِّ) (٥) بَاطِنُهُ، وَهُوَ نَقِيضُ السَّدَى، وَهُوَ الظَّاهِرُ (٦).

قَوْلُهُ: "الْمُصْمَتُ مِنَ الْحَرِيرِ (٧) " هُوَ الْخَالِصُ الَّذِى لَا يُخَالِطُهُ قُطْنٌ وَلَا كَتَّان وَلَا سِوَاهُ. وَالْمُصْمَتُ مِنَ الْخَيْلِ: الْبَهِيمُ (أَىُّ لَوْنٍ كَانَ) (٨) لَا (يُخَالِطُ) (٩) لَوْنَهُ لَوْنٌ آخَرُ (١٠).

قَوْلُهُ: "الْجُبَّةُ الْمَكْفُوفَةُ" (١١) الْجُبَّةُ مَعْرُوفَةٌ، وَهِىَ: ثَوْبَانِ يُخَاطَانِ، وَيُحْشَى بَيْنَهُمَا قُطْنٌ، تُتَّخَذُ لِلْبَرْدِ. وَكُفَّةُ الْقَمِيص: مَا اسْتَدَارَ حَوْلَ الذَّيْلِ. وَكَانَ الأصْمَعِىُّ يَقُول: كُلُّ مَا اسْتَطَالَ: فهُوَ كُفَّةٌ، بِالضَّمِّ، نَحْوُ: كُفَّةِ الثَّوْبِ، أَيْ: حَاشِيَتَهِ. وَكُلُّ مَا اسْتَدَارَ فَهُوَ: كِفَّةٌ بِالْكَسْرِ، نَحْوُ كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَكِفَّةِ الصَّائِدِ وَهِىَ حِبَالَتُهُ (١٢). وَلَعَل أَصْلُهُ مِنَ الْكَف، وَهُوَ: الْمَنْعُ وَالتَّوَقُّفُ.

قَوْلُهُ: "الْمُجَيِّبُ: بالدِّيَباجِ (١٣) " الجَيْبُ: هُوَ الْفَتْحُ الَّذِى يُدْخَلُ فِيهِ الرَّأسُ، مَأخُوذٌ مِنْ جَابَ يَجُوبُ: إِذَا قَطَعَ (١٤) مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (١٥) أَيْ (١٦): قَطَعُوا (١٧).

قَوْلُهُ: "مَكْوُفَةُ الْفَرْجَيْنِ" (١٨) هُمَا الْمَوْضِعَانِ الْمَشْقُوقَانِ مِنْ قُدَّامِ، الْقَمِيصِ وَخَلْفِهِ، يَفْعَل ذَلِكَ قَوْمٌ لِأجْلِ الرُّكُوبِ.

قَوْلُهُ: "صَدِىَء وَتَغَيَّرَ" أَيْ: اتَّخَذَهُ، واقْتَنَى فُلَانٌ الْمَالَ، أَيْ: اتَّخَذَهُ لِنَفْسِهِ لَا لِلتِّجَارَةِ (٢٦).


(١) وهو فارس معرب أصله: ديوباف أى نساجة الجن أنظر المعرب ١٤٠ وشفاء الغليل ١١٩.
(٢) وهو أيضًا أعجمى معرب وأصله ابريشم انظر المعرب ٢٧ وشفاء الغليل ٣٥ وادى شير ٦.
(٣) وهى التى قدمها ابن السكيت: قال في لغة كسر الهمزة والراء والسين: ليس في الكلا إفعليل بكسر اللام، بل بالفتح مثل إِهْلِيلَج وإِطْرِيفَل، وذكر الفيومى أبْرَيْسَم بفتح الثلاثة، وإبْرَيْسَم المصباح (برسم) وانظر أدب الكاتب ٣٨٩ وزاد في القاموس ضم السين.
(٤) ع: من تحريف.
(٥) ما بين القوسين ساقط من خ.
(٦) اللسان (سدى ١٩٧٨).
(٧) في المهذب ١/ ١٠٨ روى ابن عبّاس (ر) قال: إنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب المصمت من الحرير.
(٨) ساقط من ع والمثبت من خ والصحاح (صمت).
(٩) خ: يخلط والمثبت من ع والصحاح.
(١٠) في ع: البهيم أى الذى لا يخالط لونه لون آخر.
(١١) في المهذب ١/ ١٠٨: وإن كان في الثوب قليل من الحرير كالجبة المكفوفة بالحرير والمجيب بالديباج. . . إلخ.
(١٢) عن اصحاح (كفف).
(١٣) من قوله في المهذب ١/ ١٠٨: كالجبة المكفوفة بالحرير، والمجيب بالديباج وما أشبهها.
(١٤) المصباح: جوب.
(١٥) سورة الفجر آية ٩.
(١٦) أي: ليس في خ.
(١٧) خ: قطعوه. وانظر مجاز القرآن ٢/ ٢٩٧ ومعانى الفراء ٣/ ٢٦١ وتفسير غريب القرآن ٥٢٦.
(١٨) في المهذب ١/ ١٠٨: روى أنه كان للنبى - صلى الله عليه وسلم - جبة مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج. والحديث في سنن ابن ماجة ٢/ ١١٨٨.
(١٩) ع: للركوب.
(٢٠) في المهذب ١/ ١٠٨: وإن كان في الثوب ذهب قد صدىء وتغير بحيث لا يبين لم يحرم لبسه.
(٢١) اللسان (صدأ ٢٤٠٨) والمصباح (صدأ).
(٢٢) وإن كان له درع منسوج بالذهب وفاجأته الحرب ولم يكن له غيره جاز لأنه موضح ضرورة.
(٢٣) روى أن عرفجة بن أسعد أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من فضة، فأنتن عليه، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ أنفًا من ذهب المهذب ١/ ١٠٨.
(٢٤) ع: والخف والساق: تحريف.
(٢٥) ع: "اقتنى كلبًا" والمثبت من خ والمهذب ١/ ١٠٩ وفيه: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية: نقص من أجره كلّ يوم قيراطان".
(٢٦) إصلاح المنطق ١٤٠ وشرح ألفاظ المختصر لوحة ٦٤. وتهذيب اللغة ٩/ ٣١٣ والنهاية ٤/ ١١٧ والفائق ٣/ ٢٢٩.