للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الظواهر اللغوية في النظم المستعذب]

تكشف كتاب النظم عن عدة ظواهر لغوية متنوعة اهتم المصنف بالتنبيه إلى أمثلتها، من أهمها:

ظاهرة الإِبدال اللغوي:

ويعني بالإِبدال اللغوي.: جعل حرف مكان حرف آخر من الكلمة الواحدة، وفي موضع منها؛ لعلاقة بين الحرفين، مع اتفاق المعنى بين الكلمتين، واتفاق ترتيب الحروف. وهذه الظاهرة عالجها (١) اللغويون القدماء، فألف فيه الأصمعي، وابن السكيت الذى نقل معظم كتابه عن الأصمعي، وأفرده أبو الطيب اللغوي بمصنف كبير. وعالجه ابن جنى في باب تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني (٢). وكذلك ذكر ابن فارس أن "من سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض" (٣).

كما تناول المحدثون هذه الظاهرة بالتحليل، من شتى جوانبها، وأوسعوها بحثا (٤)، ومن أمثلتها في شرح ابن بطال:

[بين الهمزة والهاء]

أراق وهراق: تبدل الهاء من الهمزة، ويجوز إسكان الهاء وفتحها - قال سيبويه: أبدلوا من الهمزة الهاء، ثم لزمت فصارت كأنها من نفس الكلمة، ثم أدخلت الهمزة بعد الهاء، وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين؛ لأن أهرق: أريق" (٤٩ - ١٩٥).

[بين الهمزة والياء]

يلملم: يقال فيه: يلملم، وألملمم (١٨٧).


(١) ينظر الإشتقاق- أمين ٣٣٣ وفقه اللغة- وافى ١٨٤، ودراسات في فقه اللغة- صبحى الصالح ٢١٠، ٢١١ واللغة العربية
خصائصها وسماتها- د/ عبد الغفار هلال ١٩٩ - ٢٣٤ والمزهر ١/ ٤٧٦.
(٢) الخصائص ٢/ ١٤٥.
(٣) الصاحبى ٣٣٣.
(٤) المراجع السباقة في تعليق ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>