للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ بابِ الإِقْطاع وَالْحِمَى

الِإقْطاعُ: مَأْخوذٌ مِنَ الْقَطْعِ، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ لَهُ قِطْعَة مِنَ الْأَرْضِ.

وَالْحِمَى: الْمَكانُ الْمَحْمِىُّ الْمَمْنوعُ (١)، حَماهُ يَحْميهِ: إِذا مَنَعَهُ، يُقالُ: حَمَى الْمكانَ حِمًى بِالْقَصْرِ، وَحامَى (٢) مُحاماةً وَحِماءً بِالْمَدِّ، فَيجُوزُ قَصْرُ الْحِمى وَمَدُّهُ، وَالْأَشْهَرُ الْقَصْرُ فيهِ.

قَوْلُهُ: "أَقطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ" (٣) الْحُضْرُ وَالْعَدْوُ (٤) وَالْجَرْىُ: بِمَعْنًى، أَقامَ الْمَصْدَرَ مُقامَ الاسْمِ، وَمَعْنَاهُ: مَوْضِعُ حُضْرِ فَرَسِهِ (٥).

قَوْلُهُ: "مِلْحَ الْمَأْرِبِ" (٦) بِالْهَمْزِ.

وَ"الْماءُ الْعِدُّ" هُوَ الَّذِى لا تَنْقَطِعُ مادَّتُهُ، كَماءِ الْبِئْرِ وَالْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ: الْأَعْدادُ. وَأَرادَ أَنَّهُ أَقطَعَهُ مَا يَسْتَضِرُّ النّاسُ بِمَنْعِهِ، كَما يَسْتَضِرُّونَ بِمَنْعِ الْماءِ.

("الْكَلأُ" مَقْصورٌ مَهْموزٌ: الْمَرْعى، وَقَدْ ذَكِرَ (٧)).


(١) ع: والممنوع.
(٢) ع: وحاماه، وفى الصحاح (حمى): وحاميت عنه محاماة وحماء.
(٣) روى ابن عمر أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أقطع الزبير حضر فرسه، فأجرى فرسه حتى قام، ورمى بسوطه، فقال: "أعطوه من حيث وقع السوط".
(٤) ع: الحضر: العدو. . . إلخ تحريف.
(٥) تهذيب اللغة ٤/ ٢٠٠، والنهاية ١/ ٣٩٨.
(٦) روى ثابت بن سعيد عن أبيه عن جده أبيض بن حمال أنه استقطع النبى - صلى الله عليه وسلم - ملح المأرب، فأقطعه إياه، ثم إن الأقرع بن حابس قال: يا رسول الله إنى قد وردت الملح فى الجاهلية، وهو بأرض ليس بها ملح، ومن ورده أخذه وهو مثل الماء العد بأرض. . . إلخ. المهذب ١/ ٤٢٦. والمأرب: مدينة باليمن من بلاد الأزد فى آخر جبال حضر موت. وانظر معجم البلدان ٥/ ٣٤ - ٣٨.
(٧) ما بين القوسين ساقط من ع. وفى المهذب ١/ ٤٢٧: ولا يجوز لأحد أن يحمى مواتا؛ ليمنع الإحياء وروعى ما فيه من الكلأ.