للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمِنْ بابِ خَراجِ السَّوَادِ

الْخَراجُ: الإِتاوَةُ، وَهُوَ، مَا يُؤْخَدُ مِنَ الأَرْضِ (١)، أَوْ مِنَ الْكُفَّارِ بِسَبَبِ الأَمانِ. قالَ الأَزْهَرِىُّ (٢): الْخَراجُ يَقَعُ عَلَى الضَّريبَةِ، وَيَقَعُ عَلَى مالِ الْفَيْىءِ، وَيَقَعُ عَلَى الْجِزْيَةِ.

وَسَوادُ الْعِراقِ (٣): قُراهَا وَمَزارِعُها، سُمِّيَتْ سَوادًا، لِكَثْرَةِ خُضْرَتِها، وَالْعَرَبُ تَقولُ لِكِلِّ أَخْضَرَ أَسْوَدُ.

قَوْلُهُ: "جَرِيب" الْجَريبُ: قِطْعَةٌ مِنَ الأَرْضِ مَعْلُومَةُ الْمِساحَةِ. قِيلَ: إِنَّها قِطْعَةٌ مُربَّعَةٌ، كُلُّ جانبٍ، مِنْها سِتّونَ ذِراعًا، فَيَصِيرُ ثَلَاَثةَ آلافِ لَبِنَةٍ وَسِتّمائَةَ لَبِنَةٍ، وَالْجَمْعُ أَجْرِبَةٌ وَجُرْبانُ (٤).

قوْلُهُ: "أَرْضًا سَبِخَةً" (٥) هِىَ المُتَغيِّرَةُ التُّرْبَةِ الَّتي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا.


(١) أي: من خلة الأرض. وانظر المصباح (خرج) واللسان (خرج ٢/ ٢٥١) وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٦١، أي: أتاوة وغلة كخرج العبد إلى مولاه أو الرعية إلى الوالى. وانظر معجم البلدان ١/ ٤٠ وحاشية تحقيق الإيضاح والتبيان ٨٠.
(٢) في التهذيب ١٤/ ١٦٥.
(٣) قال الشيرازى: سواد العراق: ما بين عبادان إلى الموصل طولا ومن القادسية إلى حلوان عرضا، قال الساجى: هو اثنان وثلائون ألف ألف جربب، وقال أبو عبيد: هو ستة وثلاثون ألف ألف جريب. المهذب ٢/ ٢٦٤.
(٤) قال الفيومي: في كتاب المساحة للسمؤل: الذراع: ست قبضات، وكل عشرة أذرع تسمى قصبة وكل عشر قصبات تسمى أَشْلًا وقد سمى مضروب الأَشْل في نفسه جرييا. . فحصل من هذا أن الجريب عشرة آلاف ذراع. ونقل عن قدامة الكاتب أن الأشْلَ ستون ذراعا وضرب الأشْل في نفسه يسمى جريبا فيكون ذلك ثلاثة آلافٍ وستِمائة ذراع .. المصباح (جرب) وانظر حاشية تحقيق الإيضاح والتبيان ٨٠، ٨١.
(٥) كانت البصرة أرضا سبخة فأحياها عمرو بن أبي العاص الثقفى. المهذب ٢/ ٢٦٤.