للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمِنْ بابِ (١) القِراضِ وَالمُساقاةِ وَالمَأذونِ

الْقِراضُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَرْضِ، وَهُوَ: الْقَطْع، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ مالِهِ، أوْ قِطْعَةً مِنُ الرِّبْحِ. وَقيلَ: اشْتِقاقُهُ مِنَ المْسُاواةِ، يُقالُ: تَقارَضَ الشّاعِرانِ: إِذا ساوَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما صاحِبَهُ فِى المَدْحِ (٢).

قَوْلُهُ: "فَرَحَّبَ بِهِما وَسَهَّلَ" (٣) قالَ لَهُما: مَرْحَبًا وَسَهْلًا، وَالرُّحْبُ: السَّعَةُ، وَالسَّهْلُ: ضِدُّ الوَعْرِ، أَىْ: أَتَيْتُما رُحْبًا وَسَهْلًا، أَوْ (٤) صادَفْتُما سَعَةً وَسُهولَةً مِنْ أَمْرِكُما، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: "أَهْلًا وَسَهْلًا" أَىْ: أَتَيْتَ أَهْلًا فَاسْتأْنِسْ وَلَا تستوْحِشْ، وَقَدْ رَحَّبَ بِهِ تَرْحيبًا: إِذا قالَ لَهُ: مَرْحَبًا.

قَوْلُهُ: [وَتُوَفِّرانِ] (٥) رَأْسَ المْالِ" الْوَفْرُ: المْالُ الْكَثيرُ، وَالمَوْفورُ: التَّامُّ (٦)، وَالتَّوْفيرُ: التّكْثيرُ. وَالمَعْنَى: تَرُدّانِ رَأْسَ الْمال تامًّا لا ينقُصُ مِنْهُ شَيْىءٌ، وَمِنْهُ: وَفَرَ عِرْضُهُ: إِذا لَمْ ينقُصْ مِنْهُ شَيىءٌ.

و"النَّماءُ" (٧) الزِّيادَةُ، وَقَدْ ذُكِرَ (٨).


(١) ع: كتاب.
(٢) غريب الحديث لأبى عبيد ٤/ ١٤٩، ولابن قتيبة ٣/ ٧٠، وزاهر الأزهرى ٢٤٧، ٢٤٨، والصحاح والمصباح (قرض).
(٣) روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عبد الله وعبيد الله ابنى عمر بن الخطاب رضى الله عنهم خرجا فى جيش إلى العراق فلما قفلا مرا على عامل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فرحب بهما وسهل. . . إلخ الحديث. المهذب ١/ ٣٨٤.
(٤) ع: أى وصادفتما.
(٥) من ع، وفى خ: فتوفران. وفى حديث زيد بن أسلم السابق تعليق ٣: "فأسلفكما فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ثم تبيعانه فى المدينة وتوفران رأس المال".
(٦) ع: النامى تحريف والمثبت من خ والصحاح (وفر).
(٧) فى قول الشيخ: الأثمان لا يتوصل إلى نمائها المقصود إلا بالعمل فجاز المعاملة عليها ببعض النماء الخارج منها المهذب ١/ ٣٨٤.
(٨) ١/ ١٤١.