للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ بَابِ الرِّبَا

أَصْلُ الرِّبَا: الزِّيَادَةُ، رَبَا الشَّىْءُ يَرْبُو: إِذَا زَادَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} (١) أَىْ: لَا يَزِيدُ.

(وَقَوْلُهُ) (٢) تَعَالَى: {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (٣) أَىْ: يَقُومُ كَمَا يَقُومُ الْمَجْنُونُ إِذَا صُرِعَ فَيَسْقُطُ، وَالْخُبَاطْ (٤) بِالضَّمِّ كَالْجُنُونِ، وَلَيْسَ بِهِ (٥)، وَالْمَسُّ: الْجُنُونُ، يُقَالُ: بِهِ مَسٌّ وَقَدْ مُسَّ فَهُوَ مَمْسُوسٌ.

قَوْلُهُ: (الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءِ وَالتَّمْرُ" (٦) وَالأَسْوَدُ: التَّمرُ دُونَ الْمَاءِ، فَنُعِتَا بِنَعْتٍ وَاحِدٍ، يُفْعَلُ ذَلِكَ فِى الشَّيْئَيْنِ يَصْطَحِبَانِ، فَيُسَمَّيَانِ مَعًا بِاسْمِ الْأَشْهَرِ مِنْهُمَا (٧).

تَفْسِيرُ الْبَيْتِ (٨):


(١) سورة الروم آية ٣٩. وانظر مجاز القرآن ٢/ ١٢٣ وتفسير الطبرى ٢١/ ٣٠ - ٣١ وتفسير غريب القرآن ٣٤٢.
(٢) خ: قوله.
(٣) سورة البقرة آية ٢٧٥ وفى المهذب ١/ ٢٧٠ والربا محرم والأصل فيه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} روى فى التفسير: حين يقوم من قبره. وانظر مجاز القرآن ١/ ٨٣ ومعانى الزجاج ١/ ٣٥٧، ٣٥٨ وتفسير غريب القرآن ٩٨ ومعانى الفراء ١/ ١٨٢.
(٤) ع: والخبط،.والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(٥) فى الصحاح: تقول منه: تخبطه الشيطان، أى: أفسده.
(٦) فى المهذب ١/ ٢٧٠: قالت عائشة (ر): مكثنا مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - سنة ما لنا طعام إلا الأسودان الماء والتمر.
(٧) ذكره أبو عبيد مفصلا فى غريب الحديث ٤/ ٣١٨ - ٣٢١ وانظر الفائق ٢/ ٢١٠ وإصلاح المنطق ٣٩٥ والصحاح (سود).
(٨) فى المهذب ١/ ٢٧٠: والطعام: اسم لما يتطعم والدليل عليه ..... وقال لبيد:. . . . . . . . . . . . . . . البيت. وقائله لبيد بن ربيعة ديوانه ٣٠٨ وشرح القصائد السبع ٥٥٦ والزاهر.