للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَابُ الْفَوَاتِ وَالِإحْصَارِ

الْحَصْرُ: الْمَنْعُ وَالتَّضْيِيقُ، حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْرًا: ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَأَحَاطَ بِهِ، وَالْحَصْرُ: الضِّيقُ وَالْحَبْسُ (١) وَالْحَصِيرُ: الْمَحْبِسُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} (٢) أَىْ: مَحْبِسًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (٣) أَىْ: ضَاقَتْ.

قَوْلُهُ (٤): "الْحَجُّ عَرَفَةُ" لَا يَجُوزُ فِى الْعَرَبِيَّةِ أَنْ يُخْبَرَ بِالاسْمِ عَن الْمَصْدَرِ، فيُحْمَلُ هَذَا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، كَأنَّهُ أرَادَ: الْحَجُّ الْوُقُوفُ بِعَرَفَةَ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (٥) قَالُوا: تَقْدِيرُهُ: الْبِرُّ: بِرُّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ (٦). وَاللهُ أَعْلَمُ.


(١) عن الصحاح (حصر) وفى المصباح: حصره العدو حصرا من باب قتل: أحاطوا به ومنعوه من المضى لأمره، وحصر الصدر حصرا من باب تعب: ضاق.
(٢) سورة الإسراء آية ٨ وانظر العمدة ١٨٠ والعين ٣/ ١١٤ وتهذيب اللغة ٤/ ٢٣٤ والمحكم ٣/ ١٠٣ وأفعال السرقسطى ١/ ٣٥٧.
(٣) سورة النساء آية ٩٠ وانظر مجاز القرآن ١/ ١٣٦ ومعاني القرآن للفراء ١/ ٢٨٢ وتفسير غريب القرآن ١٣٤.
(٤) فى المهذب ١/ ٢٣٣ الوقوف معظم الحج والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الحج عرفة".
(٥) سورة البقرة آية ١٧٧.
(٦) كذا فى معاني الفراء ١/ ١٠٤ ومعاني الزجاج ١/ ٢٣٢ وتفسير الطبرى ٣/ ٣٣٩ ومجاز القرآن ١/ ٦٥.