للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر البسملة، والحولقة، والحوقلة: لغة فيها، وذكر أفعالها، وهى: بسمل، وحوقل. وأضاف عن بعض اللغويين: السبحلة، والحمد له. وعن بعض المتأخرين: الطلبقة، والدمعزة، والجعفلة (٥٩، ٦٠).

[الشواهد في شرح الركبي]

من أبرز السمات في شرح ابن بطال: كثرة الشواهد الشعرية، والقرآنية، والحديثية، فقد كان مولعا بإرسال الشواهد، وبخاصة الشعرية منها، لما كان يتمتع به من موهبة شعرية، وذوق أدبي رفيع، كان له أكبر أثر في هذا.

فقد بالغ في الحرص على ذكر الشواهد لمعظم المعاني التى يذكرها، وإن كثرت، فهو ينشد ثلاثة شواهد شعرية على معانى الغُسل، والغَسْل، والغسل (٤٠) وكثيرا ما يذكر شاهدين على استعمال واحد، كما ذكر في التيمم بمعنى القصد، إذا أنشد بيت الأعشى:

تيممت قيسا ومن دونه ... من الأرض من مهمه ذى شزن (٤٣)

وبيت امرىء القيس: تيممت العين التى عند ضارج ... يفىء عليها الظل عرمضها طام

وقد يستطرد في ذكر مقطوعات شعرية، والمقام في غنى عنها، نحو ما ذكره في وصف اللينوفر بأربعة أبيات لإِبراهيم بن المهدي، وثلاثة أخرى لغيره (١٩٣، ١٩٤).

وقد يعيد الشاهد مرتين لنفس المعنى، نحو قوله: لا يقال فمك ولا فمه إلا نادرا في الشعر، قال الأقيبل

ياليتها قد خرجت من فمه ... . . . . . . . . .

وفيه ثلاث لغات: فُمٌ وفَمٌ وفِمٌ. . . وقد تشدد الميم، قال الأقيبل:

يا ليتها قد خرجت من فمه ... . . . . . . . . . (٢٣).

ولا تكاد تخلو صفحة من صفحات شرحه الكبير، من شاهد شعرى، منها ما هو منسوب وهو الغالب، ومنها غير المنسوب. وقد استعمل الرجز كثيرا أيضًا.

غير أنه خلط في بعض المواطن، فداخل بين أبيات مختلفة، وذلك في قول عاصم بن ثابت ما علتى وأنا شيخ نابل

فجعل تمام الشطر ... ورب سلاح عند من لا يقاتل

وصحته: والقوس فيها وتر عنابل (١)

وداخل بين بيتين للأعشي وامرىء القيس، فجعلهما بيتا واحدًا، مع أن بيت الأعشى خال من الشاهد (٢).

أما الشواهد القرآنية والحديثية فكثيرة أيضًا في الكتاب إلا أنها لم تبلغ مبلغ الشواهد الشعرية.


(١) ينظر ص ٨.
(٢) ينظر ص ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>