وقد اهتم ابن بطال الركبي بالتنبيه إلى ما ورد في المهذب من هذه الألفاظ، وكان صدوره عن أئمة اللغة ممن ذكر، ومنها:
قوله: قال الفراء: الأضحية تذكر وتؤنث، فمن ذكر: ذهب إلى اليوم (١١٧).
قوله: ودرع المرأة: قميصها يذكر، ولا يؤنث (٧١).
قوله: والذهب: مؤنثة: يقال: ذهب حمراء، وروى الفراء تذكيرها. ذكر ذلك الزمخشرى (٢٤٤).
قوله: الزقاق: ماليس بنافذ. وكذلك الدرب، قال الجوهرى: الزقاق: السكة يذكر ويؤنث (٢٧٣).
قوله: الصلح- بضم الصاد: الاسم من المصالحة، يذكر ويؤنث (٢٧٣).
[الفروق اللغوية]
من الظواهر الواضحة في شرح ابن بطال: إبراز الفروق الدقيقة بين الألفاظ ومعانيها، وقد لاحظت اهتماما كبيرا من الفقهاء بهذه الفروق، ويرجع هذا إلى أن أى اختلاف، مهما كان يسيرا، بين الدال والمدلول يؤدى إلى اختلاف كبير في الأحكام المترتبة عليه. فمن ذلك في استعمال ألفاظ خاصة لمعانى خاصة:
الفرق بين الإيماء والإشارة: قوله: أومأ بطرفه، أى: حركة وأشار به، وأصل الإيماء: بالطرف وهو البصر، والإشارة، باليد، وقد يستعمل أحدهما مكان الآخر (١٠٤).
الفرق بين الحمد والشكر: الحمد: هو الثناء على الرجل بجميل أفعاله، وإن لم يحسن إلى خصوص المثنى، والشكر: ثناء المنعم عليه مكافأة للمحسن على إحسانه إليه، وقد يوضع الحمد مكان الشكر، تقول: حمدته على معروفة، وشكرته أيضًا. وحمدته على شجاعته، ولا تقل: شكرته على شجاعته. وهما متقاربان إلا أن الحمد أعم؛ لأنك تحمد على الصفات ولا تشكر، وفي الحديث: "الحمد رأس الشكر" وذلك يدلك على الفرق بينهما (٥، ٦).
الفرق بين الخضوع والخشوع: قوله: خشع بمعنى خضع وذل، قال الليث: الخشوع: قريب المعنى من الخضوع غير أن الخضوع في البدن، والخشوع في القلب والبصر والصوت (٨١).
الفرق بين السرب والنفق: قوله: السرب: بيت في الأرض، يقال: انسرب الوحشى في سربه وانسرب الثعلب في جحره، والسرب لا منفذ له، فإذا كان له منفذ، فهو نفق (٣٧).
الفرق بين الشهيق والزفير: قوله: الشهيق: صوت الزفير، والنحيم من الحلق. وأصله: صوت الحمار، يقال: شهق يشهق شهيقًا، ويقال: الشهيق: رد النفس. والزفير: إخراجه (٩٣).
الفرق بين الشوص والموص: قوله: يقال: شصته ومصته، وقال أبو عبيد: شصت الشيىء: نقيته وقال ابن الأعرابى: الشوص والدلك والموص: الغسل (٢٢).
الفرق بين الصلع والقرع: الصلع: ذهاب الشعر عن البشرة، والقرع: تقشر البشرة (٢٥١).
الفرق بين الفأرة والفارة: قوله: فأرة- بالهمز: الدابة المعروفة. وفارة المسك غير مهموزة، وهى: النافجة، قال: "فَارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ".