للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَفِي الْحديثِ: "مَنْ تَعَزَّى بِعَزاءِ الْجاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبيهِ وَلا تَكْنُوا" (٦) أَيْ: مَنِ انتسَبَ وَانتمى، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: يا لَفُلانٍ (٧).

قَوْلُهُ: "قَدْحًا فِى الْبَيِّنَةِ" (٨) الْقَدْحُ مِثْلُ الْجَرْحِ، يُقالُ: قَدَحْتُ فِى نَسَبِهِ، أَىْ: طَعَنْتُ.

قَوْلُهُ: "أَزَجٌ" (٩) عَلَى وَزْنِ فَعَلٍ، مُحَرَّكٌ مُخَفَّفٌ. الْأَزَجُ: ضَرْبٌ مِنَ الْأَبْنِيَةِ، وَالْجَمْعُ: آزُجٌ وَآزَاجٌ، قالَ الْأَعْشَى (١٠):

بَناهُ سُلَيْمانُ بْنُ دَاوُدَ حِقْبَةً ... لَهُ آزُجٌ صُمٌّ وَطَىٌّ مُوَثَّقُ

وَيروَى "أَزَجٌ عَالٍ" وَهُوَ كَالْعُقُودِ فِى مَحارِيبِ الْمَسَاجِدِ وَبَيْنَ الأَسَاطِينِ.

قَوْلُهُ: "مَوْضِعُ جُبٍّ" هُوَ السِّردابُ وَوِعاءُ الْماءِ. وَقَدْ ذَكَرْنا أَنَّ صَحْنَ الدّارِ: وَسَطُها.

قَوْلُهُ: "مُسَنَّاةً" (١١) قالَ الْهَرَوِىُّ (١٢): الْمُسَنّاةُ: ضَفيَرةٌ (١٣) تُبْنَى لِلسَّيْلِ تَرُدُّهُ، سُمِّيَتْ مُسَنّاةً، لِأنَّ فِيهَا مَفاتِحُ لِلْماءِ (١٤)،


(٦) مسند أحمد ٥/ ١٣٦، وغريب الحديث ١/ ٣٠١، وابن الجوزى ٢/ ٩٤، والنهاية ٣/ ٢٣٣.
(٧) ع: يا آل فلان تحريف. وفي غريب الحديث ١/ ٣٠١: قال الكسائي: كقولهم: يا لفلان ويا لبنى فلان. فقوله عزاء الجاهلية، الدعوى للقبائل، أن يقال: يالتميم ويالعامر وأشباه ذلك.
(٨) في المهذب ٢/ ٣١٦: ولا يطالب فيما يدفع إليه بضمين؛ لأن ذلك قدحا في البينة.
(٩) إن تداعى رجلان حائطا بين داريهما. . . فإن كان لأحدهما عليه أزج فالقول قوله. المهذب ٢/ ٣١٦.
(١٠) ديوانه ١٠٣ ق ١٣ وروايته "أزج عالٍ" والرواية ها هنا مثل رواية الصحاح (أزج).
(١١) في المهذب ٢/ ٣١٧: وإن تداعى رجلان مسناة بين نهر أحدهما وأرض الآخر حلقا وجعل بينهما؛ لأن فيهما منفعة لصاحب النهر؛ لأنها تجمع الماء في النهر ولصاحب الأرض منها منفعة؛ لأنها تمنع الماء من أرضه.
(١٢) في الغريبين ١/ ٦٣ خ.
(١٣) ع: ضفين تحريف وفي الصحاح (ضفر) ويقال للحقف من الرمل ضفيرة، وكذلك المسناة.
(١٤) ع: مفاتيح الماء. وقال الفراء: سيل العرم: كانت سناة كانت تحبس الماء على ثلاثة أبواب منها. . . معاني القرآن ٢/ ٣٥٨.