للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ: تَقِفُ إمَامَةُ النِّسَاءِ وَسْطَهُنَّ" (١٢) بِالسُّكُونِ؛ لأنَّهُ ظَرْفٌ، يُقَالُ: جَلَسْتُ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالسُّكُونِ (لأنَّهُ ظَرْفٌ) (١٣) وَجَلَسْتُ وَسَطَ الدَّارِ. بِالتَّحْرِيكِ؛ لأنَّهُ اسْمٌ. وَكُلُّ مَوْضِع صَلُحَ فِيهِ "بَيْنَ" فَهُوَ وَسْطٌ بِالتَّسْكِينِ. وَإِنْ لَمْ يَصْلُحُ فِيهِ "بَيْنَ" فَهُوَ وَسَطٌ - بِالتَّحْرِيكِ، وَرُبَّمَا سُكِّنَ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ (١٤).

قَوْلُهُ: "زَادَكَ الله حِرْصًا" (١٥) الْحِرْصُ (١٦): هُوَ طَلَبُ الشَّيْىءِ بِشِدَّةٍ وَإِشْرَافِ نَفْسٍ (١٧).

قَوْلُهُ: "يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ اْلأوَّلِ" (١٨) الصَّلَاةُ مِنَ اللهِ: الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الاسْتِغْفَارُ وَأرَادَ: عَلَى أَصْحَابِ الصَّف اْلأوَّلِ، مِثْلُ: {وَاسْألِ الْقَرْيَةَ} (١٩).

قَوْلُهُ: "فُرْجَةٌ" (٢٠) بِضَم الْفَاءِ، كَالْخَلَلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَمَا أَشْبَهَهُ، يُقَالُ: بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، أيْ: انْفِرَاجٌ.

قَوْلُهُ: "الاسْتِطْرَاقُ" (٢١) هُوَ الاسْتِفْعَالُ مِنَ الطَّرِيقِ، أيْ: يَمْنَعُهُ مِنْ أَن يَتَّخِذَهُ طَرِيقًا إِلَى مَوْضِعِ الإِمَامِ. وإنَّمَا سُمِّىَ اْلإِمَامُ إمَامًا؛ لِأنَّه يُؤْتَمُّ بِهِ، أيْ: يُقْتَدَى بِأفْعَالِهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (٢٢) أيْ: يَأتَمُّونَ بِكَ وَيَتْبَعُونَكَ.

* * *


(١٢) في المهذب ١/ ١٠٠ والسُّنَّة أن تقف أمامة. . . . . . إلخ.
(١٣) ما بين القوسين ساقط من ع.
(١٤) انظر تهذيب اللغة ١٣/ ٢٦ وديوان الأدب ٣/ ٢١٥ والصحاح (وسط) واللسان (وسط ٤٨٣١) والنهاية ٥/ ١٨٣.
(١٥) في المهذب ١/ ١٠٠: أحرم أبو بكر (ر) خلف الصف وركع ثم مشى الى الصف، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - زادك الله حرصًا.
(١٦) هو: ليس في خ.
(١٧) في المحكم ٣/ ١٠٤: الحرص: شدة الإرادة والشره الى المطلوب وانظر الصحاح واللسان (حرص).
(١٨) في المهذب ١/ ١٠٠ روى البراء بن عازب عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأوّل".
(١٩) سورة يوسف آية: ٨٢.
(٢٠) ع: وفرجة.
(٢١) في المهذب ١/ ١٠٠: إن كان بين الإمام والمأموم حائل يمنع الاستطراق والمشاهدة لم يصح صلاته.
(٢٢) سورة البقرة آية: ١٢٤.