النَّبِىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ. وَالنَّعْىُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ وَالتَّخْفِيفِ: هُوَ الْمَصْدَرُ، وَبِكَسْرِهَا وَالتَّشْدِيدِ: الرَّجُلُ الْمَيِّتُ. قَالَهُ الْهَرَوِىُّ (١٠). وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (١١): يُقَالُ: نَعَاهُ نَعْيًا وَنُعْيَانًا، وَهُوَ: خَبَرُ الْمَوْتِ، وَكَذَلِكَ النَّعِىُّ عَلَى فَعِيلٍ، يُقَالُ: جَاءَ نَعِىُّ فُلَانٍ. وَالنُّعِىُّ أَيْضًا: النَّاعِى، وَهُوَ الَّذِى يَأَتِى بِخَبَرِ الْمَوْتِ. وَقَالَ (١٣) الأصْمَعِىُّ: نَعَاءِ فُلَانًا، أَيْ: انْعَهُ وَأظْهِرْ خَبَرَ وَفَاتِهِ، وَهِىَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ، مِثْلُ: دَرَاكِ، وَتَرَاكِ، بِمَعْنَى: أدْرِكْ وَاترُكْ (١٤).
قَوْلُهُ: "فَرُجِّحَ بِهَا" (١٥) التَّرْجِيحُ: هُوَ مِنْ رَجَحَ الْمِيزَانُ: إِذَا ثَقُلَ وَرَزُنَ (١٥)، وَفُلَانٌ أَرْجَحُ مِنْ فُلَانٍ، أَيْ: أرْزنُ مِنْهُ. وَرَجَحَ فِي (١٦) المِيزَانِ: إِذَا مَالَ مِنْ ثِقَلِهِ وَرَزَانَتِهِ.
قَوْلُهُ (١٧): "مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْحَذْفِ (١٨) وَالاخْتِصَارِ" وَهُوَ التَقْلِيلُ وَالإِيِجَازُ، يُقَالُ: اخْتَصَرَ الطَّرَيقَ: إِذَا سَلَكَ أَقْرَبَهُ. وَاخْتِصَارُ الْكَلَام: إِيجَازُهُ (١٩).
"فَلَا يَجُوزُ الإخْلَالُ بِالْمَقْصُودِ" (٢٠) (الإِخْلَالُ: الإِفْسَادُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (٢١): أَخَلَّ الرَّجُلُ بِمَرْكِزِهِ: إِذَا تَرَكَهُ وَأَفْسَدَهُ، وَحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ: أَخَلَّت النَّخْلَةُ: إِذَا أسَاءَت الْحَمْلَ، فَفَسَدَتْ" (٢٢).
قَوْلُهُ (٢٣): "خَرَجَ مِنْ رُوحِ الدُّنْيَا" الرُّوحُ وَالرَّاحَةُ: مِنَ الاسْتِرَاحَةِ الَّتِى هِىَ ضِدُّ التَّعَبِ وَالضِّيقِ.
قَوْلُهُ (٢٤): "رَاغِبِينَ إِلَيْكَ" أَيْ: طَالِبِينَ. وَالرَّغِيبَةُ مِنَ الْعَطَاءِ: الْكَثِيرُ، وَالْجَمْعُ: الرَّغَائِبُ، قَالَ الشَّاعِرُ (٢٥):
. . . . . . . . . . . . ... وَإِلَى الَّذِى يُعْطِى الرَّغَائِبَ فَارْغبِ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى (٢٦): {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (٢٧).
قَوْلُهُ: "فَتَجَاوَزَ عَنْهُ" (٢٨) يُقَالُ: تَجَاوَزَ الله عَنْهُ، أَيْ: عَفَا. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنِّى وَتَجَوَّزْ عَنِّى: بِمَعْنَى (٢٩)، وَلَعَلَّهُ مِنَ الْجَائِزَةِ، وَهِىَ: الْعَطِيَّةُ، أوْ مِنْ جَاوَزْتُ الْمَكَانَ: إِذَا تَعَدَّيتهُ وَتَرَكْتَهُ، كَأنَّهُ تَرَكَ عُقُوبَتَهُ.
قَوْلُهُ: "نَسَقًا" (٣٠) أَيْ: مُتَتَابِعًا مُتَوَالِيًا. وَالنَّسَقُ: مَا جَاءَ مِنَ الْكَلَام عَلَى نِظَامٍ وَاحِدٍ. وَنَسَقْتُ الْكَلَامَ: اذَا عَطَفْتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْض (٣١).
(١٠) في الغريبين ٣/ ٢٥٦ وانظر إصلاح المنطق ١٧٩ وغريب أبي عبيد ٤/ ١٧٠ وغريب الخطابى ٣/ ٢٣٣ وما بنته العرب على فعال ٧ والفائق ٤/ ٤، ٥ والصحاح (نعى) والنهاية ٥/ ٨٥، ٨٦ وغريب ابن الجوزى ٢/ ٤٢١ والعين ٢/ ٢٥٦ وتهذيب اللغة ٣/ ٢١٨، ٢١٩.
(١١) في الصحاح (نعى).
(١٢) ونُعْيَانًا بالضم.
(١٣) خ: وقول: والمثبت من ع والصحاح.
(١٤) في الصحاح دراك ونزال. وفي غريب أبي عبيد: دراك وقطام وتراك.
(١٥) في المهذب ١/ ١٣٢: في الصلاة على الميت: إذا اجتمع أخ من أب وأم وأخ من أب فالأخ من أب والأم أولى؛ لأن الأم وإن لم يكن لها مدخل في التقديم إلا أن لها مدخلا في الصلاة على الميت فرجح بها قولا واحدا.
(١٥) وَرَزُن ليس في خ.
(١٦) في: ليس في ع.
(١٧) في المهذب ١/ ١٣٣: في الصلاة على الميت: لا يقرأ فيها بسورة بعد الفاتحة؛ لأنّها مبنية على الحذف والاختصار.
(١٨) الحذف: ليس في خ.
(١٩) الصحاح (خصر).
(٢٠) ع: ولا يجوز: وفي المهذب ١/ ١٣٣: لأنّ القصد من هذه الصّلاة الدعاء للميت فلا يجوز الإخلال بالمقصود.
(٢١) الصحاح (خلل) وعبارته: وأخل الرجل بمركزه: أى تركه". وقال قبله: "وأخلت النخلة: إذا أساءت الحمل حكاه أبو عبيد. وفي اللسان (خلل ١٢٥١) والخلل: الفساد والوهن في الشيىء.
(٢٢) ما بين القوسين ساقط من خ.
(٢٣) في المهذب ١/ ١٣٣ من الدعاء للميت: اللهم هذا عبدك وابن عبديك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبة وأحباؤه فيها. . إلخ.
(٢٤) في الدعاء: "وقد جئناك راغبين إليك شفعا له.
(٢٥) النمر بن تولب كما في اللسان (رغب ١٦٧٩) وصدره: ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى ... . . . . . . . . . . . . . .
(٢٦) تعالى: ليس في ع.
(٢٧) سورة الانشراح آية ٨.
(٢٨) في المهذب ١/ ١٣٣: في الدعاء: اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه. . . . . . إلخ.
(٢٩) الصحاح: (جوز).
(٣٠) في المهذب ١/ ١٣٤: فإذا سلم الإمام أتى بما بقى من التكبيرات نسقا من غير دعاء.
(٣١) عن =
