للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ (٥): {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ} (٦) أَىْ: لَا تُجَامِعُوهُنَّ (٧)، وَسُمِّىَ مُبَاشَرةً، لِمَسِّ الْبَشَرَةِ الْبَشَرَةَ: "وَالمُهَايَأةُ" (٨) أمْرٌ يَتَهَايَأْ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، أَىْ: يَتَرَاضَوْنَ عَلَيْهِ (٩)، ذَكَرَهُ الصَّغَانِى فِى التَّكْمَلَةِ (١٠).

قَوْلُهُ: "لِأنَّ الاعْتِكَافَ فِى شَهْرٍ مَاضٍ مُحَالٌ" (١١) الْمُحَالُ: الْبَاطِلُ وَمَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَلَا ثُبُوتَ. وَالْمَحْلُ: الْكَيْدُ، وَالْمُمَاحَلَةُ: الْمُمَاكَرَةُ وَالْمُكَايَدَةُ (١٢).

قَوْلُهُ: "لَيْلٌ يَتَخَلَّلُ (نَهَارَى (١٣) الاعْتِكَافِ" الْخَلَلُ: الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَمَعْنَى يَتَخَلَّلُ: أَىْ: يَدْخُلُ فِى خَلَلِهِ، أَىْ: فِى (١٤) فُرَجِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (١٥) وَهِىَ: فُرَجُ السَّحَابِ، يَخْرُجُ مِنْهَا (١٦)، وَهُوَ يَتَفَعَّلُ مِنَ الْخَلَلِ.

وَفِى الْحَدِيثِ (١٧): "كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُدْنِى إِلَىَّ رَأْسَهُ لِأَرَجلَهُ" أى: امَشِّطَهُ، يُقَالُ: رَجَّلَ شَعْرَهُ تَرْجِيلًا: إِذَا مَشَّطَهُ، وَالْمِرْجَلُ: الْمُشْط (١٨)، قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (١٩): يُقَالُ مِنْهُ: شَعَرٌ رَجَلٌ وَرَجُلٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ (٢٠).

"اللُّبْثُ فِى الْمَسْجِدِ" (٢١) هُوَ: الْمُكْثُ وَالإِقَامَةُ، يُقَالُ: لَبِثَ فِى الْمَكَانِ (٢٢) لَبَثًا وَلَبْثًا (٢٣).

قَوْلُهُ: "نُقْصَانُ مُروءَةٍ" (٢٤) الْمُرُوءَةُ: الإنْسَانِيَّةُ، وَلَكَ أن تُشَدِّدَهُ، [فَتَقُولُ: مُرُوَّةٌ] (٢٥) قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَرُؤَ الرَّجُلُ: صَارَ ذَا مُرُوءَةٍ، فَهُوَ مَرِىءٌ عَلَى فَعِيلٍ، وَتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ الْمُرُوءَةَ (٢٦). وَهِىَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْمَرْءِ، وَهُوَ الإِنْسَانُ.

"رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ" (٢٧) بِالتَّحْرِيكِ (٢٨): سَاحَتُهُ قُدَّامَ الْبَابِ، وَالْجَمْعُ: رَحَبٌ وَرِحَابٌ وَرَحَبَاتٌ (٢٩).

قَوْلُهُ: "وَلَمْ يُعَرِّجْ" (٣٠) أَىْ: لَم يُقِمْ (٣١)، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (٣٢): التَّعَرُّجِ عَلَى الشَّىء: الإِقَامَةُ عَلَيْهِ يُقَالُ: عَرَّجَ فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ: إِذَا حَبَسَ مَطِيتَّهَ عَلَيْهِ وَأقَامَ، وَكَذَلِكَ التَّعَرُّجُ، تَقُولُ (٣٣): مَا لِى عَلَيْهِ عَرجَةٌ وَلَا عِرْجَةٌ وَلَا تَعْرِيجٌ وَلَا تَعَرُّجٌ، وَانْعَرَجَ الشَّىْءُ: انْعَطَفَ، وَمُنْعَرَجُ الْوَادِىِ: مُنْعَطَفُهُ.


= وهى: المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى جاز أن يعتكف فى غيره.
(٥) فى المهذب ١/ ١٩٠: ولا يصح الاعتكاف من الرجل إِلا فى المسجد لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.
(٦) سورة البقرة آية ١٨٧.
(٧) معانى الزجاج ١/ ٢٤٤ وتفسير الطبرى ٣/ ٥٣٩ وتفسير غريب القرآن ٧٥.
(٨) فى المهذب ١/ ١٩٠: ومن نصفه حر ونصفه عبد ينظر فيه فإن لم يكن بينه وبين المولى مهايأة فهو كالعبد. . . إلخ.
(٩) ع: به.
(١٠) ١/ ٦٠.
(١١) فى المهذب ١/ ١٩١: إذا نذر اعتكاف شهر وكان قد مضى الشهر لم يلزمه؛ لأن الاعتكاف فى شهر ماض محال.
(١٢) الصحاح (محل).
(١٣) خ: نهار وفى المهذب ١/ ١٩١: وإن نذر اعتكاف يومين لزمه اعتكافهما وفى الليلة التى بيهما ثلاثة أوجه، أحدها: أنه يلزمه اعتكافها؛ لأنه ليل يتخلل نهارى الاعتكاف.
(١٤) فى: ليس في ع.
(١٥) سورة النور آية ٤٣ وسورة الروم آية ٤٨.
(١٦) الودق: المطر وانظر مجاز القرآن ٢/ ٦٨ ومعانى الفراء٢/ ٢٥٦ وتفسير غريب القرآن ٣٠٦.
(١٧) فى المهذب ١/ ١٩٢: ولا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد لغير عذر لما روت عائشة (ر). . . الحديث.
(١٨) انظر الفائق ٢/ ٤٣: والنهاية ٢/ ٢٠٣ والصحاح والمصباح (رجل - مشط).
(١٩) فى إصلاح المنطق ٥٢.
(٢٠) أنظر الصحاح (رجل).
(٢١) فى المهذب ١/ ١٩٢: فإن خرج من غير عذر بطل اعتكافه لأن الاعتكاف هو اللبث فى المسجد.
(٢٢) ع: بالمكان.
(٢٣) الصحاح والمصباح (لبث).
(٢٤) فى المهذب ١/ ١٩٢: وإن كان للمسجد سقاية لم يلزمه قضاء الحاجة فيها؛ لأن ذلك نقصان مروءة.
(٢٥) من ع. وليس فى الصحاح ولا فى خ.
(٢٦) الصحاح (مرأ).
(٢٧) فى المهذب ١/ ١٩٢: وفى الخروج الى المنارة الخارجة عن رحبة المسجد ليؤذن ثلاثة أوجه. . . إلخ.
(٢٨) ورحبة بإسكان الحاء كما فى المصباح (رحب).
(٢٩) الصحاح (رحب).
(٣٠) خ: ولا يعرج وفى المهذب ١/ ١٩٢: وإن خرج لما يجوز الخروج له من حاجة الإنسان والأكل فسأل عن المريض فى الطريق ولم يعرج عليه جاز ولم يبطل اعتكافه.
(٣١) خ: لا يقيم.
(٣٢) فى الصحاح (عرج).
(٣٣) ع: يقال.