كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

ومن كتاب البيوع - من باب بيع المصراة والرد بالعيب - ج: 1 - ص: 251

قَوْلُهُ: "كَالْبَيْضِ الْمَذِرِ وَالرُّمَّانِ الْعَفِنِ" (٢٦) مَذِرَت الْبَيْضَةُ: فَسَدَتْ، وَكَذَا عَفِنَ إِذَا فَسَدَ وَأنْتَنَ وَعَفِنَ الْخَشَبُ: بَلِىَ مِنَ الْمَاءِ.

قَولهُ: "كَالْمَقْبُوض بِالسَّوْمِ" (٢٧) هُوَ: الْمُبَايَعَةُ، يُقَالُ: سَاوَمْتُهُ سُوَامًا فَاسْتَامَ عَلَىَّ، وَتَسَاوَمْنَا، وَسُمْتُكَ بَعِيرًا سِيمَةً (٢٨) حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لَغَالِى السِّيمَةِ (٢٨).

قَوْلُهُ: "فَوَجَدَهُ أَقْرَعَ" (٢٩) الأَقْرَعُ: الَّذِى ذَهَبَ شَعَرُ رَأْسِهِ مِنْ آفَةِ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (٣٠). وَقَالَ فى فِقْهِ اللُّغَةِ (٣١): الصَّلَعُ (٣٢): ذَهَابُ الشَّعَرِ عَنِ الْبَشْرَةِ، وَالْقَرَعُ: تَقَشُّرُ الْبَشْرَةِ.

قَولهُ: "وَإنْ وَجَدَهُ خَصِيًّا" (٣٣) الْخَصِىُّ: مَسْلُولُ الْخُصْيَيْنِ (٣٤)، يُقَالُ: خُصْيَةٌ لِلْوَاحِدَةِ, وَكَذَلِكَ الْخِصْيَةُ بِالْكَسْرِ، وَالْخُصْيَتَانِ: الْبَيْضَتَانِ، وَالْخُصْيَانِ: الْجِلْدَتَانِ اللَّتَانِ فِيهِمَا الْبَيْضَتَانِ، وَإِذَا ثَنِّيْتَ قفتَ: خُصْيَانِ لَمْ تُلْحِقْهُ التَّاءَ، وَكَذَلِكَ الألْيَةُ، إِذَا ثَنَّيْتَ قُلْتَ: أَلْيَانِ لَمْ تُلْحِقْهُ التَّاءَ، وَهُمَا نَادِرَانِ. وَخَصَيْتُ الْفَحْلَ خِصَاءً مَمْدُودٌ (٣٦): إِذَا سَلَلْتَ خُصْيَيْهِ، يُقَالُ: بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ الْخِصَاءِ. وَالْوَاحِدُ (٣٧) خَصِىٌّ، وَالْجَمْعُ: خِصْيَانٌ وَخِصْيةٌ، وَمَوْضِعُ الْقَطْعِ: مَخْصىً (٣٨).

قَولهُ: "وَإِنْ وَجَدَهَا ثَيِّبًا" (٣٩) يُقَالُ: امْرَأَةٌ ثَيِّبٌ، وَرَجُلٌ ثَيِّبٌ. الذَّكَرُ وَالاُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ، قالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (٤٠): وَذَلِكَ إِذَا كَانَت الْمَرْأَة قَدْ دَخَلَ بِهَا الزَّوْجُ (٤١)، وَالرجُلُ قَدْ دَخَلَ بِامْرَأَةٍ (٤٢) وَمِنْهُ تَقُولُ: قَدْ تَثَيَّبَتِ (٤٣) الْمَرأَةُ: وَسُمِّيَت الثَّيِّبُ ثَيِّبًا، لِأَنَّهَا تُوَطَأُ وَطْءً بَعْدَ وَطْءٍ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلُهُ تَعَالَى (٤٤): {مَثَابَةً لِلنَّاسِ} (٤٥) أَىْ: يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى (وَثَانِيَةً بَعْدَ أُولَى) (٤٦).

قَوْلُهُ: "فى الْخِلْقَةِ وَالْبَطْشِ" (٤٧) الْبَطْشُ: الْأَخذُ بِالْقُوَّةِ وَالْعُنْفِ.

---

(٢٦) فإن كان مما لا يوقف على عيبه إلا بكسره فينظر فيه فإن كسره فوحده لا قيمة للباقى كالبيض المذر والرمان العفن فالبيع باطل. المهذب ١/ ٢٨٦.
(٢٧) خ: والمقبوض وفى المهذب ١/ ٢٨٦: لما رد انفسح العقد فيه فصار كالمقبوض بالسوم والمقبوض بالسوم مضمون بالقيمة.
(٢٨) ع: السمة: تحريف. وانظر الصحاح (سوم) واللسان (سوم ٢١٥٧).
(٢٩) ع: "أقرع" وفى المهذب ١/ ٢٨٦: فإن اشترى عبدا فوحده أعمى أو أعرج أو أصم أو أقرع ثبت له الرد.
(٣٠) فى الصحاح (قرع) وكذا فى العين ١/ ١٧٧ وتهذيب اللغة ١/ ٢٣٠ والمحكم ١/ ١١٤.
(٣١) ص ٧٢.
(٣٢) ع: القلع تحريف.
(٣٣) فى المهذب ١/ ٢٨٦: وإن وجده خصيا: ثبت له الرد؛ لأن العقد يقتضى سلامة الأعضاء. وفى خ: فإن وجده. .
(٣٤) ع: الخصى.
(٣٥) ع: الأليان والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(٣٦) ع: ممدودا والمثبت من خ والصحاح.
(٣٧) فى الصحاح: والرجل خصى.
(٣٨) ما سبق عن الصحاح (خصى) وانظر اصلاح المنطق ١١٦، ١٦٧، ١٦٨ واللسان (خصى ١١٧٨).
(٣٩) فى المهذب ١/ ٢٨٧: وإن اشترى جارية فوجدها ثيبا أو مسنة لم يثبت له الرد؛ لأن الثيوبة والكبر ليس بنقص.
(٤٠) إصلاح المنطق ٣٤٠، ٣٤١ ونقله الجوهرى فى الصحاح (ثوب).
(٤١) فى الإصلاح والصحاح: قد دخل بها.
(٤٢) ع: بامرأته ومثله فى الصحاح والمثبت من خ والإصلاح.
(٤٣) كذا فى خ وع وفى الصحاح واللسان: ثيبت المرأة. وقد: ليس فى ع.
(٤٤) تعالى: ليس فى ع.
(٤٥) سرة البقرة آية ١٢٥.
(٤٦) ما بين القوسين ليس فى ع. وانظر مجاز القرآن ١/ ٥٤ ومعان الفراء ١/ ٧٦ وتفسير غريب القرآن ٦٣.
(٤٧) فى المهذب ١/ ٢٨٧: لأن الحصى أنقص من الفحل فى الخلقة والبطش والقوة.