للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ فِى الْحَديثِ (٢٩): "لَيْسَ لِعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌ" (٣٠) يُرْوَى "لِعِرْقٍ" بِالتَّنْوينِ، وَ "ظالمٍ" نَعْتُهُ، وَيُرْوَى "لِعِرْقِ" بِغيْرِ تَنْوينٍ، مُضافًا إلى "ظالمٍ" فَمَن نَوَّنَ: جَعَلَهُ ظالمًا بِنَفسِهِ تَشْبيهًا وَمَجازًا، وَ "ظالمٍ" نَعْتُ سَبَب. وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ فَهُوَ عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أَىْ: لِذى عِرْقِ ظالم، فَالظَّالمُ: هُوَ الْغارِسُ. قالَ هِشامُ ابْنُ عُرْوَةَ: هُوَ أنْ يَجيىءَ الرّجُلُ إِلى أَرْضٍ فَيَغرِسَ فيها غَرْسًا؛ لِيَسْتَوجِبَ بِهِ الْأَرْضَ (٣١).

قَوْلُهُ: ["لِلتَّفَرُّجِ والاسْتِراحَةِ" (٣٢)] أَصْلُ الْفَرَجِ: اْلخُروجُ مِنَ الضّيقِ وَالشِّدّةِ إلى السمعَةِ. وَالاسْتِراحَةُ: إدْخالُ الرَّوْحِ عَلى النَّفْسِ، وَهُوَ: السُّرورُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (٣٣).

قَوْلُهُ: "قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ الزرْعُ" مَعْناهُ: قَبْلَ أَنْ يَسْتَحْصِدَ وُيُمْكِنَ أَخْذُه، يُقالُ: أَدْرَكَتِ الثَّمَرَةُ، وَالزَّرْعُ: إِذا بَلَغ، وَأَصْلُ الإِدرْاكِ اللُّحوقُ بِالشَّيىْءِ، وَقَوْلُهُ تَعالى: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} (٣٤) أَىْ: لَحِقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

قَوْلُهُ: "الْأَجْذاعُ" (٣٥) هِىَ الْخُشْبُ الْعِظامُ الَّتى للْبِناءِ.


(٢٩) فى الحديث: ليس فى ع.
(٣٠) فى المهذب ١/ ٣٦٥: وإن امتنع المعير من بذل القيمة وأرش النقص وبذل المستعير أجرة الأرض: لم يجبر على القلع، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس. . ." وانظر غريب الحديث ١/ ٢٩٥ وسنن أبى داود ٣/ ١٧٨ ومعالم السنن ٣/ ٤٦.
(٣١) نص أبى عبيد: قال الجمحى: قال هشام: العرق الظالم: أن يجيىء بالرجل الى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس. فيها غرسًا أو يحدث فيها حدثا ليستوجب به الأرض. غريب الحديث ١/ ٢٩٥، وكتاب الأموال ٢٩٧، ٢٩٨.
(٣٢) من ع، وفى خ ليتفرج أو يستريح وعبارة والمهذب ١/ ٣٦٥: وإن أراد المستعير دخول الأرض، فإن كان للتفرج والاستراحة لم يجز.
(٣٣) سورة الواقعة آية ٨٩.
(٣٤) ع، خ: فاداركوا: خطأ. والآية ٣٨ من سورة الأعراف.
(٣٥) فى المهذب ١/ ٣٦٥: وإن ضمن المعير قيمة الأجذاع ليأخذها: لم يجبر المستعير على قبولها.