للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ: "ذَكَّرَهُمَا" (٥٤) أَىْ: وَعَظَهُمَا، قاَلَ اللهُ تَعَالَي: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (٥٥) وَسُمِّىَ الْوَاعِظُ الْمُذَكِّرَ، وَكَذَا الْمُؤَذِّنُ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الذِّكْرِ ضِدِّ النِّسْيَانِ.

قَوْلُهُ: "وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ بَرْزَةٍ" (٥٦) الْبَرْزَةُ: الَّتِى لَا تَحْتَجبُ، وَتَبْرُزُ، أَىْ: تَظْهَرُ، وَالْبُرُوزُ: الظُّهُورُ، وَمِنْهُ {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} (٥٧).

قَوْلُهُ: "فَتَلَكَّأَتْ" (٥٨) أَىْ: تَوَقَّفَتْ، يُقَالُ: تَلَكَّأَ عَنِ الْأَمْرِ: تَلَكُّؤًا: تَبَاطَأَ عَنْهُ وَتَوَقَّفَ.

قَوْلُهُ: "وَيَرْفَعُ فِى نَسَبِهَا حَتَّى تَتَمَيَّزَ" (٥٩) يُرِيدُ: يَذْكُرُ أَجْدَادَهَا الَّذِينَ تُنْسَبُ إِلَيْهِمْ، مِنْ رَفَعْتُ الْحَدِيت: إِذَا أَسْنَدْتَهُ.

قَوْلُهُ: "فَسُرِّىَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (٦٠) أَىْ: كُشِفَ، وَانْسَرَى الْهَمُّ عَنْهُ: مِثْلُهُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: "فَإِذَا مَطَرَتْ -يَعْنِى السَّحَابَةَ- سُرِّىَ عَنْهُ" أَىْ: كُشِفَ عَنْهُ الْخَوْفُ (٦١).


(٥٤) روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا. يعنى المتلاعنين. المهذب ٢/ ١٢٦.
(٥٥) سورة الذاريات آية ٥٥.
(٥٦) ع: قوله غير برزة. وفى المهذب ٢/ ١٢٦: وإن كانت المرأة غير برزة بعث إليها الحاكم من يستوفى عليا اللعان.
(٥٧) سورة الكهف آية ٤٧.
(٥٨) يعنى امرأة هلال عند الخامسة تلكأت ساعة ثم قالت والله لا أفضح قومى، فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين. المهذب ٢/ ١٢٦.
(٥٩) إن لاعن وهى غائبة لحيض، أو موت قال: أشهد بالله إنى لمن الصادقين فيما رميت به زوجتى فلانة، ويرفع. . . المهذب ٢/ ١٢٦.
(٦٠) من حديث هلال بن أمية، وقذف امرأته، فقل النبى - صلى الله عليه وسلم -: "البينة أوحد فى ظهرك" فقال هلال: والذى بعثك بالحق إنى لصادق، ولينزلن الله فى أمرى ما يبرى ظهرى من الحد فنزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} فسرى. . . المهذب ٢/ ١٢٧.
(٦١) غريب ابن الجوزى ١/ ٤٧٧، والنهاية ٢/ ٣٦٤.