للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَمعْنَاهَا فِى الرِّبا: خُذْ، يُقَالُ: هَاكَ الدِّرْهَمَ، أَىْ: خُذْ. وَفِى كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} (٣٨) فَمَدَّهَا لِأَجْلِ الهَمْزَةِ الَّتِى بَعْدَهَا، وَقِيلَ: هِىَ مَمْدُودَةٌ فِى نَفْسِهَا، وَكَذَلِكَ: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} (٣٩) وَأنْشَدُوا لِعَلِىِّ - رضي الله عنه - (٤٠):

أَفَاطِمَ هَائِى السَّيْفَ غَيْرَ ذَميمْ ... فَلَسْتُ بِرِعْدِيدٍ وَلَا بِلَئِيمْ

قَوْلُهُ: "وَأَيمْ اللهِ إِنَّهُ لَخَلِيقٌ بِالِإمَارَةِ" (٤١) أَيْمُ أَصْلُهُ: أَيْمُنُ، فَحُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ، لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ، كَمَا حَذَفْوهَا فِى يَكُنْ، فَقَالُوا: لَمْ يَكُ. وَاخْتَلَفُوا فِى أَلِفهَا، فَسِيَبَوَيْهِ يَقُولُ: إِنَّهَا ألِفُ وَصْلٍ، وَالْفَرَّاءُ يَقُولُ: إِنَّهَا أَلِفُ قَطْعٍ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِهِ (٤٢).

وَأمَّا مِيمُ "أَيْمُ" فَالْقِيَاسُ ضَمُّهَا، كَمَا كَانَتْ مَضْمُومَةً قَبْلَ الْحَذْفِ، وَذَكَرَ الْقَلْعِىُّ (٤٣) أَنَّهَا تُخْفَضُ بِالْقَسَمٍ، وَالْوَاوُ وَاوُ قَسَمٍ عِندَهُ. وَذَاكَرْتُ بِهَا (٤٤) جَمَاعَةً مِنْ أَئِمَّةِ النَّحْوِ وَالْمَعْرِفةِ فَمَنَعُوا مِنَ الْخَفْضِ، وَقَالُوا: أَيْمُنٌ بِنَفْسِهَا آلة لِلْقَسَمِ، فَلَا تَدْخُلُ عَلَى الآلةِ آلة، هَكَذَا ذَكَرَ لِى مَنْ يَسمَعُ التَّاجِ النَّحْوِىَّ رَئِيسَ أَهْلِ الْعَرَبيَّةِ بِدِمَشْقَ.


= وقال الخطابى: هاء وهاء: ممدودان، والعامة ترويهما ها وها مقصورين، ومعنى هاء: خذ، يقال للرجل: هاء، وللمرأة: هائى وهذا يستعمل فى النهى، فإذا قلت: هاك قصرت، وإذا حذفت الكاف: مددت، فكانت المدة بدلا من كاف المخاطبة، غريب الحديث ٣/ ٢٤١.
(٣٨) سورة الحاقة آية ١٩.
(٣٩) سورة آل عمران آية ٦٦.
(٤٠) ذكره فى الفائق ٤/ ٨٧.
(٤١) ع: قوله: وأيم الله. وفى المهذب ٢/ ١٣٠: وإن قال: وأيم الله ونوى اليمين فهو يمين؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى أسامة بن زيد: "وأيم الله إنه لخليق بالإمارة".
(٤٢) انظر الكتاب ٣/ ٣٢٤، ٣٢٥، ٤/ ٤٨١، ١٤٩، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٣٢، وشرح الكافية للرضى ٢/ ٣٣٤، ٣٣٥، والمغنى بحاشية الأمير ١/ ٩٥.
(٤٣) اللفظ المستغرب بتحقيقنا ١٣٣.
(٤٤) بها: ساقط من ع.