للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: "مُشَوَّهِ الْخَلْقِ" (٢١) أَيْ: قَبيحِ الْخَلْقِ، وَمِنهُ الْحديثُ "شَاهَتِ الْوُجُوهُ" (٢٢) قَبُحَتْ. وَشَوَّهَهُ اللهُ فَهُوَ مُشَوَّهٌ، قالَ الشَّاعِرُ (٢٣) يَصِفُ فَرَسًا:

فَهْىَ شَوْهَاءُ كَالْجُوَالِقِ فُوهَا ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكيمُ

قَوْلُهُ: "يَضْرِبنون الْوَليدَةَ مِن وَلائِدِهِمْ" (٢٤) الوَليدَةُ: الْأَمَةُ، وَجَمْعُها: وَلائِدُ، قيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأنَّها تُرَبَّى ترْبِيَةَ الْأوْلَادِ وَتُعَلَّمُ الآدابَ (٢٥).

قَوْلُهُ: "وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيها" (٢٦) التَّثْريبُ: التَّعْبِيرُ وَالاسْتِقْصاءُ فِى اللَّوْمِ، قالَ اللهُ تَعالَى: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} (٢٧) أَيْ: لَا تَوْبيخَ عَلَيْكُمْ وَلَا تعْدادَ لِذُنوبِكُمْ (٢٨).

قَوْلُهُ: "ليْسَ فِى هَذِهِ الأُمَّةِ مَدٌّ وَلَا تَجْرِيدٌ وَلَا غَلٌّ وَلَا صَفْدٌ" (٢٩) الْغَلُّ- بِالْفَتْحِ: شَدُّ الْعُنُقِ بِحَبْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَالْغُلُّ- بِالضَّمِّ: الْحَبْلُ. وَالصَّفْدُ- بِإسْكانِ الْفاءِ: مَصْدَرُ صَفَدَهُ بالْحديد يَصْفِدُهُ، يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. وَالصَّفَدُ- بِالتَّحْريكِ: الْقَيْدُ، وَهُوَ الْغُلُّ فِى الْعُنُقِ أَيْضًا، وَجَمْعُهُ أَيْضًا: أَصفَادٌ وَصُفُدٌ (٣٠)، قالَ اللهُ تعالَى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} (٣١).


(٢١) فيمن وقع على بهيمة قال: يجب قتلها. . ولأنها ربما أتت بولد مشوه الخلق. . الخ المهذب ٢/ ٢٦٩.
(٢٢) غريب الحديث ٢/ ١١٢، ١١٣.
(٢٣) أبو دواد الإيادى كما في اللسان (شوه ١٣/ ٥٠٩).
(٢٤) في قول عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت بقايا الأنصار وهم يضربون الوليدة من ولائدهم في مجالسهم إذا زنت. المهذب ٢/ ٢٧٠.
(٢٥) الفائق ٤/ ٨١، والنهاية ٥/ ٢٢٥.
(٢٦) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها. المهذب ٢/ ٢٧٠.
(٢٧) سورة يوسف آية ٩٢.
(٢٨) الغريبين ١/ ٢٧٧ ومجاز القرآن ١/ ٣١٨، ومعاني الزجاج ٣/ ١٢٨.
(٢٩) في المهذب ٢/ ٢٧٠، فيمن يُحَدُّ: ولا يجرد ولا يمد لما روى عن ابن مسعود أنه قال: ليس في هذه الأمة. . . الحديث.
(٣٠) لم أجد له جمعا إلا أصفاد. وقال ابن سيده: لا نعلمه بكر على غير ذلك، قصروه كل بناء أدنى العدد. اللسان (صفد ٣/ ٢٥٦).
(٣١) سورة إبراهيم آية ٤٩، وسورة ص آية ٣٨.