للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ الثوْبِ. فَكَأنَّ الْكِتَابَ يَجْمَعُ أَبْوَابًا وَفُصُولًا وَمَسَائِلَ.

قَوْلُهُ: "مُهَذَّبٌ أى: مُنَقىًّ مِنَ الْخَطَأ. وَالتَّهْذِيبُ كَالتَّنْقِيَةِ. وَرَجُلٌ مُهَذَّبٌ، أىْ: مُطهَّرُ الْأخْلَاقِ نَقِى مِنَ الْعُيُوبِ (٤٧). قَالَ النَّابِغَةُ (٤٨):

وَلَسْتُ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لَا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ؟

مَعْنَاهُ: أيُّ الرِّجَالِ الَّذِي هُوَ طَاهِر نَقِيٌّ لَا عَيْبَ فِيهِ؟ فَإنَّكَ لَا تَجِدُهُ.

قَوْلُهُ: "أُصُولَ" (جَمْعُ أصْلٍ) (٤٩) مَا (٥٠) دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ.

وَالْفُرُوعُ: مَا تَفَرَّعَ عَنِ الْأصُولِ وَقِيسَ عَلَيْهِ بِالْعِلَلِ.

وَقَوْلُهُ: "بِأدِلَّتِهَا" جَمْعُ دَلِيلٍ، وَهُوَ: مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى وُجُوبِهَا (٥١) مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ والِإجْمَاعِ. وَاصلُهُ فِي اللغَةِ (٥٢): مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ أثرٍ، أوْ دمٍ، أَوْ رَائِحَةٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَكَذَا الدَّلِيلُ: الدَّالُّ (لِمَا يَدُلّ عَلَى الطرَّيقِ) (٥٣) (وَقَدْ دَلَّهُ عَلَى الطرَّيقِ) (٥٤) يَدُلَّهُ دِلَالَةً وَدَلَالَةً بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ - والْفَتْحُ أَعْلَى (٥٥).

قَوْلُهُ": مِنَ الْمَسَائِلِ الْمُشْكِلَةِ (٥٦) " هِيَ: الْمُلْتَبِسَةُ، أشْكَلَ الشَّىْءُ، أَي: الْتَبَسَ، والشَّكْلُ- بالْفَتْحِ: الْمِثْلُ. والْجَمْعُ: أَشْكَالٌ وَشُكُولٌ (٥٧)، يُقَالُ: هَذَا أشْكَلُ بِكَذَا، أَيْ: أشْبَهُ وَالْمُشْكِلُ: هُوَ الَّذِي يُشْبِهُ هَذَا مِنْ وَجْهٍ وَهَذَا مِنْ وَجْهٍ، فيشْكِلُ أمرُهُ وَيَلْتَبِسُ مَعْنَاهُ.

قَوْلُهُ: "بِعلَلِهَا" هُوَ جَمعُ عِلَّةٍ وَهُوَ: أَنْ تَقِيسَ الْمَسْألةَ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا نَصٌّ وَلَا دَلِيل عَلَى مَا فِيهِ دَلِيل بِعِلَّةٍ تُؤَدى إلَى مُشَابَهَتِهِمَا.

وَأَصلُهُ فِي اللُّغَةِ: أَنْ يَفْعَلَ الرجُلُ الْفِعْلَ، فيقَالُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ فَيَأُتى بعِلَّةٍ وَعُذْرٍ يُزِيلُ عَنْهُ اللَّوْمَ (٥٨). يقَالُ فِيهِ: عِلَّةٌ وَتَعِلَّةٌ (٥٩)، وَاشْتِقَاقُهَا مِنَ الْعَلِيلِ، وَهُوَ الْمَرِيضُ. قَالَ الْهَرَوِيُّ (٦٠): وَقَدْ تُوْضَعُ الْعِلَّةُ مَوْضِعَ الْعُذْرِ.

قَالَ عَاصِمٌ (٦١):


(٤٧) الصحاح (هذب).
(٤٨) ديوانه ٧٤ وانظر فصل المقال ٤٤ ومجمع الأمثال ١/ ٣٦.
(٤٩) ما بين القوسين من ع وليس في خ.
(٥٠) ع: مما.
(٥١) ع: حكمها.
(٥٢) ع: والدليل في اللغة.
(٥٣) ما بين القوسين زيادة من ع.
(٥٤) ما بين القوسين من خ وبدله في ع: دله. . .
(٥٥) عن الصحاح (دلل) وقال الفارابى: الدلالة -بالفتح- لغة في الدلالة. ديوان الأدب ٣/ ٦٨، وسوى بينهما ابن السكيت. في إصلاح المنطلق ١١١ وابن قتيبة في أدب الكاتب ٥٥٠ وقال: والأجود دلالة. بالفتح: ٤٢٤.
(٥٦) ع: قوله المشكلة وفي المهذب ١/ ٣: وما تفرع على أصوله من المسائل المشكلة بعللها.
(٥٧) الصحاح (شكل) وأنشد أبو عبيد شاهدا على الجمع (شكول):
فلا تطلبالى أيما إن طلبتما ... فإن الأيامى ليس لى بشكول
وانظر العين ٥/ ٢٩٥ والزاهر ١/ ٥٦٤، ٢/ ١٦١ والمحكم ٦/ ٤٢٧ واللسان (شكل ٢٣١٠)
(٥٨) في العين ١/ ١٠٠، والعلة: حدث يشغل صاحبه عن وجهه. قال ابن سيده: لا تعدم خرقاء علة، يقال هذا لكل متعذر وهو يقدر. وقد اعتل الرجل، وهذا علة لهذا أى سبب المحكم ١/ ٤٦ وقال الفارابى: اعتل عليه بعلة. قال الفيومي: اعتل: إذا تمسك بحجة: ذكر معناه الفارابى. ديوان الأدب ٣/ ١٨٠ والمصباح (عل).
(٥٩) التعلة والعلالة ما يتعلل به وتعلة الصبى: ما يعلل به ليسكت وفي حديث أبي حثمة يصف التمر: تعلة الصبى وقرى الضيف. انظر المحكم ١/ ٤٥ واللسان (علل ٣٠٧٩) والنهاية ٣/ ٢٩١ ولم أعثر عليه بالمعنى الذى ذكره المصنف.
(٦٠) في الغريبين ٢/ ٣٢٣.
(٦١) هو عاصم بن ثابت ابن أبي الأقلح حمى الدبر ترجمته في الاستيعاب ٧٧٩ والإصابة ٣/ ٥٦٩ وأنساب الإشراف =