للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَعَلَيْهِما مَسْرُودَتانِ قَضَاهُمَا ... دَاوُدُ أَوْ صَنَعُ السَّوَابغ (١٣) تُبَّعُ

أَيْ. صَنَعَهُمَا وَأَحْكَمَ صَنْعتَهُمَا.

قَوْله: "فَإنْ كانَ خامِلًا" (١٤) الخامِلُ: السّاقِطُ الَّذى لَا نَباهَةَ لَهُ، وَقَدْ خَمَلَ يَخمُلُ خُمولًا، وَأَخْمَلْتُهُ أَنا.

قَوْلُهُ (١٥): "مَنِ اسْتُقْضِىَ فَكَأَنَّما ذُبِحَ بِغيْرِ سِكِّينِ" قالَ فِى الشّامِلِ: لَمْ يَخْرُجْ مَخْرَجٍ الذَّمِّ للِقَضاءِ، وَإِنَّما وَصَفَهُ بِالْمَشقَّةِ، فَكَأنَّ مَنْ قُلِّدَهُ فقد حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ مَشَقَّةً كَمَشَقَّةِ الذَّبْحِ.

وَالْمَعْتوهُ: النَّاقِصُ الْعَقْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْوَصَايَا (١٦).

قَوْلُهُ: "وَقَلَّدَهُ" (١٧) هُوَ مِنَ الْقِلادَةِ الَّتي تكُونُ فِى الْعُنُقِ.

قَوْلُهُ: "بِرِزْمَةٍ إِلَى السّوقِ" (١٨) الرِّزْمَةُ: الْكارَةُ مِنَ الثِّيابِ، وَقَدْ رَزَّمَهَا تَرْزِيمًا، أَي: شَدَّ رَزْمَهَا (١٩).

قَوْلُهُ: "جَبَّارًا" (٢٠) قِيلَ: الْجَبّارُ: الَّذى يَقْتُلُ عَلَى الْغضَبِ، وَقِيلَ: هُوَ ذُو السَّطْوَةِ وَالْقَهْرِ، وَمِنْهُ يُقالُ: جَبَرْتُهُ عَلَى كَذَا وَأَجْبَرْتُهُ: إِذا أَكْرَهْتَهُ عَلَيْهِ قَهَرْتَهُ (٢١)، وَمِنْهُ جَبْرُ الْعَظْمِ؛ لِأَنَّهُ كَالإِكراهِ عَلَى الِإصلاحِ.


(١٣) ع: التوابع: تحريف.
(١٤) في القاضى: "إن خاملا وإذا ولى القضاء انتشر علمه استحب أن يطلبه". المهذب ٢/ ٢٩٠.
(١٥) المهذب ١/ ٢٩٠، في حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "من. . .".
(١٦) ٢/ ٩٨.
(١٧) في المهذب ٢/ ٢٩٠: وإن كان جماعة يصلحون للقضاء اختار الإِمام أفضلهم وأورعهم وقلده.
(١٨) في المهذب: لما ولى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - خرج برزقة إلى السوق، فقيل: ما هذا، فقال: أنا كاسب أهلى فأجروا له كل يوم درهمين.
(١٩) في الصحاح: وقد رَزَّمْتُها ترزيما: إذا شددتها رِزَمًا.
(٢٠) ويكره أن يكون القاضى جبارًا عسوفا وأن يكون ضعيفا مهينا المهذب ٢/ ٢٩٠.
(٢١) فعلت وأفعلت للجواليقى ٣٢، والصحاح (جبر) وأنكر الأصمى جبر. أنظر فعلت وأفعلت لأبي حاتم ١٠٤.