للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بِالْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ أَيضًا: نَجَسَ بِالْفَتْحِ يَنْجُسُ بِالضَّمِّ (٢٥).

وَقَدْ غَايَرَ الشَّيْخُ -رَحِمَهُ اللهُ- بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، بِقَوْلِهِ: "يَجُوزُ رَفْعُ الْحَدَثِ وإزَالَةُ النَّجسِ" فَقَالَ فِي الْحَدَثِ: رَفْعُ؛ لِأنَّهُ حُكْمٌ لَا عَيْنٌ، فَيَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْحُكْمُ بِالطَّهَارَةِ. وَالنَّجَاسَةُ: عَيْنٌ، فَعَبَّرَ عَنْهَا بِالإزالَةِ، حَتَّى لَا تُرَى عَيْنُهَا حِينَ يُزِيلُهَا الْمَاءُ.

قَوْلُهُ: "بِالْمَاءِ المُطْلَقِ" هُوَ ضِدُّ الْمُقَيَّدِ؛ لِأن الْمُطْلَقَ: هُوَ مَا لَمْ يُقَيَّدْ بِصِفَةٍ تَمْنَعُهُ (٢٦) أنْ يَتَعَدَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا. وَاصلُهُ: الْبَعِيرُ يُطْلَقُ مِنَ الْقَيْدِ، وَالْأسِيرُ يُطْلَقُ مِنَ الْحَبْسِ وَالوِثَاقِ (٢٧).

قَالَ أَصْحَابُنَا (٢٨): الْمَاءُ الْمُطْلَقُ: هُوَ مَا لَم يُضَفْ إِلَى مَا استخْرِجَ مِنْهُ، وَلَا خَالَطَهُ مَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ، وَلَا اسْتُعْمِلَ فِي رَفْعِ حَدَثٍ وَلَا نَجَس. وَالْمُقَيَّدُ: هُوَ الَّذي فِيهِ إحْدَى هَذِهِ الصِّفَاتِ كَمَاءِ الْوَرْدِ، وَالْمَاءِ الَّذِي اعْتُصِرَ مِنَ الشَّجَرِ، وَمَاءِ البَاقِلَّى (٢٩) هَذَا مُضَافٌ إلَى مَا استخْرِجَ مِنْهُ، والَّذِي خَالَطَهُ مَا يُسْتَغنَى عَنْهُ. كَالطُّحْلُبِ وَالزَّعْفَرَانِ، وَالمِلْحِ الْجَبَلىِّ، وَالْمَاءِ المُسْتَعْمَلِ، فَكَأنَّ هَذِهِ الصَّفَاتِ قَيَّدَتْهُ عَلَى مَعْنَاهُ فَلَمْ تَتَجَاوَزْهَا إلَى غَيْرِهَا. وَالْمُطْلَقُ يُقَالُ فِيهِ: مَاءٌ لَا غَيْرٌ، فيطْلَقُ عَنِ الصفَاتِ وَالِإضَافَاتِ.

قَوُلُهُ: "نَبَع مِنَ الأَرْضِ" (٣٠) يُقَالُ: نَبَعَ الْمَاءُ يَنْبَعُ ويَنْبُعُ، ويَنْبَعُ أَيْ: خَرَجَ. ثَلاَثُ (٣١) لُغَاتٍ. واليَنْبُوعُ: عَيْنُ الْمَاءِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (٣٢).

قَوْلُهُ: "الْبَرَدُ " (٣٣) قَالَ الْهَرَوِيُّ (٣٤): يُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّىَ بَرَدًا، لِأنَّهُ يَبْرُدُ وَجْهَ الأرْضِ، أَي: يَقْشِرُ (٣٥).

قَوْلُهُ: "مَاءُ الْآبَارِ" (٣٦) هُوَ جَمعُ بِئْرٍ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ بَأَرَ، أَيْ: حَفَرَ. وَالبُؤْرَةُ: الحُفْرَةُ. والْبَئِيرَةُ: الذَّخِيرَةُ (٣٧). وَفِي الْحَدِيثِ: "أَنَّ رَجُلًا آتَاهُ الله مَالًا فَلَمْ يَبْتَئِر خَيْرًا" (٣٨) أَيْ: لَمْ يَدَّخِرْ. وَفِيهِ لُغَتَانِ: أَبْآرٌ: بِسُكُونِ الْبَاءِ وَهَمَزَةٍ قَبْلَهَا مَقْصُورةٍ، وَهَمْزَةٍ (بَعْدَ الْبَاء وَأَلفٍ) (٣٩) بَعْدَهَا مَمْدُودَةٍ. (وَآبَارٌ: بِأَلِفٍ مَمْدُودةٍ) (٣٩) وَفَتْحِ البَاءِ وَأَلفٍ بَعْدَهَا (٤٠) مِثْلُ: رِئْمٍ وَأَرْآمٍ وَأَرَآمٍ، وَيُجْمَعُ فِي الْكَثِيرِ (٤١) بِئَار، عَلَى فِعَاَلٍ (٤٢).

قَوْلُهُ (٤٣) [تعالى]: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} (٤٤) وَسُئِلَ (النَّبِيُّ) (٤٥) صَلَّى الله عَلَيْهِ


= والصحاح والمصباح (نجس) ومعاني الزجاج ٢/ ٤٨٨.
(٢٥) من قتل كما في المصباح (نجس) وذكره السرقسطي في أفعاله ٣/ ٢٢٥.
(٢٦) ع: أى: تحريف.
(٢٧) الصحاح (وثق).
(٢٨) انظر قليوني وعميرة ١/ ١٧ - ١٩.
(٢٩) الباقلى بالتشديد والقصر، والباقلاء بالتخفيف والمد، والباقلى بالتخفيف والقصر: انظر تهذيب اللغة ٩/ ١٧٢، والمصباح والقاموص (بقل) وإصلاح المنطق ١٨٣.
(٣٠) في المهذب ١/ ٤: في الماء المطلق: هو ما نزل من السماء أو نبع من الأرض.
(٣١) ع: بآلات: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. واللغات الثلاث في المضارع والماضى أيضًا، وانظر المحكم ٢/ ١٣٦ واللسان (نبع ٤٣٢٦) والقاموس (نبع) والدرر المبثثة ١٢٥، ٢٢٧.
(٣٢) سورة الإسراء آية ٩٠ قال أبو عبيدة: هو يفعول من نبع الماء: أى ظهر وفاض. مجاز القرآن ١/ ٣٩٠ وانظر معانى الفراء ٢/ ١٣١ وتفسير غريب القرآن ٢٦١.
(٣٣) في المهذب ١/ ٤: فما نزل من السماء: ماء المطر وذوب الثلج والبرد.
(٣٤) في الغريبين ١/ ١٥١.
(٣٥) ع: يستره: تحريف. والمثبت من خ والغريبين.
(٣٦) في المهذب ١/ ٤: وما نبع من الأرض: ماء البحر وماء الأنهار وماء الآبار.
(٣٧) في الصحاح (بأر): والبئيرة على فعيلة: الذخيرة، وقد بأرت الشيىء وابتأرته: إذا ادخرته.
(٣٨) صحيح البخارى ٨/ ١٢٦ وغريب الحديث ١/ ١٤٧ والغريبين ١/ ١١٨ والفائق ١/ ٧٠ والنهاية ١/ ٨٩.
(٣٩) ما بين القوسين ساقط من ع.
(٤٠) ع: وفتح الباء وهمزة قبلها ممدودة وألف بعدها. . . .
(٤١) ع: وهو قليل والكثير. . . .
(٤٢) إصلاح المنطق ١٤٧ والصحاح (بأر).
(٤٣) في المهذب ١/ ٤: والأصل فيه: قوله عز وجل {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}. وقوله - صلى الله عليه وسلم - في البحر: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ من بئر بضاعة.
(٤٤) سورة الفرقان آية ٤٨.
(٤٥) زيادة من ع.