كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

ومن كتاب الشهادات - ومن باب من تقبل شهادته ومن لا تقبل - ج: 2 - ص: 375

قَوْلُهُ: "لَا تُقْبَلُ شَهادَةُ خَصْمٍ وَلا ظَنِين" (٨١) الظَّنينُ: الْمُتَّهَمُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} (٨٢) أَىْ: بِمُتَّهَمٍ، فِى قِراءَةِ منْ قَرَأَ بِالظَّاءِ (٨٣). وَالظِّنَّةُ: التُّهْمَةُ. قالَ ابْنُ سيرينَ: "لمْ يَكُنْ عَلِىٌّ يُظَنُّ فِى قَتْلِ عُثْمانَ" (٨٤)، أَيْ: يُتَّهَمُ. وَأَمّا مَنْ قَرَأَ بِالضّادِ، فَإِنَّهُ أَرادَ: بِبَخيلٍ.

قَوْلُهُ: "ذِى إِحْنَةٍ" يُقالُ: فِى صَدْرِهِ عَلَىَّ إِحْنَةٌ، أَيْ: حِقْدٌ، ولا تَقُلْ: حِنَةٌ (٨٥)، وَالْجَمْعُ: إِحْنٌ وَقَدْ أَحِنْتُ عَلَيْهِ - بِالْكَسْرِ، قالَ (٨٦):

إِذا كانَ فِى صَدْرِ ابْنِ عَمِّكَ إِحْنَةٌ ... فَلا تَسْتَثِرْها سَوْفَ يَبْدو دَفينُها

قَوْلُهُ: "الطَّبْعِ" (٨٧) هُوَ: السَّجِيَّةُ بِما جُبِلَ عَلَيْهِ الإِنْسانُ مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ، وَالطَّبيعَةُ: مِثْلُهُ، وَالْجَمْعُ: الطِّباعُ.

قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي" (٨٨) الْبَضْعَةُ - بِفَتْحِ الباءِ: هِىَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، هَذِهِ وَحْدَها بِالْفَتْحِ، وَأَخَواتُها: بِالْكَسْرِ كَالْقِدَّةِ، وَالْفِدرَةِ (٨٩)، وَالْخِرْقَةِ، وَالْكِسْفَةِ.

---

(٨١) روى ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقبل شهادة. . . ولا ذى احنة" المهذب ٢/ ٣٢٩ وغريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ١٥٣، وإصلاح الغلط ١٠٠، وغريب الخطابي ٣/ ١٥٠، وابن الجوزى ٢/ ٥٧، والنهاية ٣/ ١٦٣.
(٨٢) سورة التكوير آية ٢٤.
(٨٣) الفراء عن عاصم عن زر بن حبيش: أنتم تقرأون {بِضَنِينٍ} ببخيل، ونحن نقرأ {بِظَنِين} بميم، وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت {بِضَنِينٍ} معاني القرآن ٣/ ٢٤٢، وانظر مجاز القرآن ٢/ ٢٨٨، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٩٣، والمبسوط في القراءات العشر ٤٦٤.
(٨٤) غريب الحديث ٤/ ٤٦٤، والفائق ٢/ ٣٨١، والنهاية ٣/ ١٦٣.
(٨٥) إصلاح المنطق ٢٨٢، وتهذيبه ٦١٢، والمشرف المعلم ٥٦ والصحاح (أحن).
(٨٦) من غير نسبة في المصادر السابقة والفائق ونسب في أمالى المرتضى ١/ ٢٥٩، لأبي الطحمان القينى وفي المؤتلف والمختلف ٢٥، للأقيبل بن نبهان القينى، وفي اللسان والتاج. للأقييل بن شهاب القينى.
(٨٧) في المهذب ٢/ ٣٣٠: وهذا متهم؛ لأنه يميل إليه ميل الطبع؛ ولأن الولد بضعة من الوالد، ولهذا قال عليه السلام: "يا عائشة إن فاطمة بضعة مني يريبنى ما يريبها".
(٨٨) البخاري ٥/ ٦٢، ومسند أحمد ٤/ ٥، ٣٢٦، والمغيث ١/ ١٦٥، والنهاية ١/ ١٣٣.
(٨٩) ع: كالغدة والقدرة: تحريف، وانظر الصحاح (بضع).