للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا العراقي. راجع «توجيه النظر» (ص ١٧٢) (١) و «فتح الباري» (٢: ٤٤٥) (٢). وبهذا وغيره يتبين أن أبا ريَّة غير موثوق بنقله. ولم أتمكن من مراجعة جميع مصادره، مع أنه كثيرًا ما يهمل ذكر المصدر. وإنما ذكرت هذا لئلا يُغترّ بسكوتي عن بعض ما ينقله.

ثم قال: (هل يمكن معرفة الموضوع؟ ذكر المحققون أمورًا كلية ... ).

[ص ٦٧] أقول: كان عليه أن ينصّ على مَن ذكر هذه الأمور ويبيّن مصدرها. ومن الأمور التي ذكرها ما يحتاج إلى بيان وإيضاح، ومخالفة ظاهر القرآن قد تقدّم ما يتعلق بها (ص ١٤) (٣). والاشتمال على تواريخ الأيام المستقبلة علامة إجمالية تدعو إلى التثبّت لكثرة ما وُضِع في هذا الباب. وإلا فقد أَطْلَعَ اللهُ تعالى رسولَه على كثير من الغيب وأخبره به. وتجارب العلم الثابتة، إنما يعتدّ بها إذا كانت قطعية وناقضت الخبر مناقضةً محقَّقة، ولعله يأتي ما يتعلق بها.

وقال ص ١٠٥: (وأخرج البيهقي بسنده ... ).

أقول: لم يبيِّنْ أبو ريَّة من أيِّ كتاب أخذ هذا الأمر، وأحسب البيهقي نفسه قد بيَّن سقوطه من جهة السَّنَد (٤)،

أما المتن فسقوطه واضح، راجع


(١) الطبعة الأولى.
(٢) (٢/ ٥٣٧ ــ السلفية).
(٣) (ص ٢٨ ــ ٢٩).
(٤) هذا الأثر نقله أبو رية من كتاب السيوطي «مفتاح الجنة» (ص ٢٦) وهو ينقل عن البيهقي، ونقول السيوطي في هذا الكتاب غالبها من «المدخل إلى السنن» وهذا النص ليس في المطبوع منه. فلم نعرف هل تكلم البيهقيُّ على سنده أم لا.

والأثر أخرجه عبد الرزاق في «الأمالي» (١٩٣)، والهروي في «ذم الكلام» (٢٤٥) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس. وأخرجه من طريق الأرقم بن شرحبيل ابنُ أبي عمر ــ كما في «المطالب العالية» (٣٠٧٣) ــ وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (٣٣٣): «هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن أبا إسحاق ــ واسمه عمرو بن عبد الله ــ لم يذكر سماعًا من أرقم بن شرحبيل» اهـ.