للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: (مرَّ بك ذَرْوٌ مما قال هؤلاء الكهنة في أن ملك النبيّ سيكون بالشام).

أقول: جاء هذا عن كعب، فإن صحّ فالظاهر أنه كذلك كان في صحف أهل الكتاب، فقد أثبت القرآن ذِكْر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيها، ومن أبرز الأمور في شأنه ظهور مُلك أصحابه بالشام. وراجع (ص ٧١) (١).

قال: (وأن معاوية قد زعم الخ).

أقول: هذا باطل. راجع (ص ٦٤) (٢).

قال ص ١٣١: (في الصحيحين: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم مَنْ خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك». ثم قال: «روى البخاري: هم بالشام).

أقول: الذي في «صحيح البخاري» (٣) ذِكْر الحديث من طريق عُمير عن معاوية مرفوعًا ثم قال: «قال عمير: فقال مالك بن يخامر: قال معاذ: وهم بالشام». وليس لمالك بن يَخَامر في الصحيح سوى هذا، وجَعَله من قول معاذ فيما يظهر لا من الحديث، والواو فيه هي واو الحال، أي أنه يأتي أمر الله وهم بالشام، وإتيانُ أمر الله يكون آخر الزمان، وليس المراد أنهم يكونون دائمًا بالشام، كيف ولم يكن بها في عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. والبخاري يحمل «الطائفة» على أهل العلم (٤)، ومعلوم أنّ معظمهم لم يكونوا بالشام في


(١) (ص ١٣٩ ــ ١٤١).
(٢) (ص ١٢٥ ــ ١٢٦).
(٣) (٣٦٤١).
(٤) صرح به في كتاب الاعتصام، باب قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال طائفة من أمتي ... » قال: وهم أهل العلم.