للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسهل بن سعد، وواحد في «صحيح البخاري» (١) فقط وهو أنس، قال ابن كثير: «فهذا حديث ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل متواتر مقطوع بصحته عند أئمة الحديث». ولم أجد هناك ذِكْرًا لوهب (٢)، إنما ذكر ابن كثير أثرًا عن ابن عباس بمعنى الحديث وفيه زيادة، وقال: «هذا أثر غريب إسناده جيد قوي حسن». وأين ابن عباس من وهب بن منبه؟ (فاعتبروا يا أولي الأبصار).

ثم قال أبو ريَّة: (ضعف ذاكرته: كان أبو هريرة يذكر عن نفسه أنه كان كثير النسيان لا تكاد ذاكرته تُمْسِكُ شيئًا مما يسمعه، ثم زعم أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا له فأصبح لا ينسى شيئًا يصل إلى أذنه، وقد ذكر ذلك كي يُسوِّغ كثرة أحاديثه ويُثْبت في أذهان السامعين صحَّة ما يرويه).

أقول: في باب ما جاء في الغرس من «صحيح البخاري» (٣) من طريق الزُّهري عن الأعرج عن أبي هريرة: « ... وقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «لن يبسط أحدٌ منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدًا». فبسطت نمرة ... ثم جمعتُها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحقِّ ما نسيتُ من مقالته تلك إلى يومي هذا». هذه الرواية صريحة في اختصاص عدم النسيان بما حدَّث به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ذاك المجلس.

وفي باب الحجَّة على من قال ... الخ من كتاب الاعتصام من «صحيح


(١) (٣٢٥١).
(٢) نعم لم يذكر أثر وهب في تفسير سورة الواقعة، وذَكَره في تفسير سورة الرعد (٤/ ١٨٩٦ ــ ١٨٩٨). ذكره من رواية ابن جرير مطولًا وقال فيه: «أثر غريب عجيب». ثم ذكره من رواية ابن أبي حاتم وقال: «هذا سياق غريب، وأثر عجيب ولبعضه شواهد».
(٣) (٢٣٥٠).