للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ص ١٦١] أقول: هذا حديث جابر بن عبد الله عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو عن جابر بهذا اللفظ حرفًا حرفًا في «صحيح البخاري» (١) كتاب بدء الخلق. انظر «فتح الباري» (٢٥٣: ٦) (٢)، وهو بألفاظ أُخَر في مواضع أُخَر من «صحيح البخاري» وفي «صحيح مسلم» (٣).

قال ص ٢٠١: (وروى مسلم عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة).

أقول: قد تقدم هذا (ص ١٤٠) (٤) فراجعه وتأمل صنيع أبي ريَّة هناك.

قال: (وروايات أبي هريرة من هذا القبيل وأوهى منه تفهق الكتب بها ... ).

أقول: انتقد أبو ريَّة في ترجمة أبي هريرة نيفًا وثلاثين حديثًا، وهي على خمسة أضرب: ضَرْبٌ نسبه إلى أبي هريرة اعتباطًا وإنما رُوي عن غيره. وضَرْبٌ نحو عشرة أحاديث في سند كلٍّ منها كذَّاب أو مُتَّهَم أو ضَعْفٌ أو انقطاع، فهذا لا شأن لأبي هريرة به لأنه لم يثبت عنه، وراجع (ص ١٥١) (٥). وضَرْبٌ اخْتُلِفَ فيه أَيَصِحُّ عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ فهذا قريب من سابقه، فإنه على فَرْض تبيُّن بطلان متنه يترجَّح عدم صحته عن أبي هريرة؛ لأن تَبِعة الحديث إنما تتجه إلى الأدنى. وضَرْبٌ صحيح عن أبي هريرة وقد


(١) (٣٣١٦) وفيه: «عند العشاء» بدل «عند المساء».
(٢) (٦/ ٣٥٦). ووقع رقم الصفحة في (ط): (٢٥٣) ولعله (٣٥٣).
(٣) انظر «صحيح البخاري» (٣٢٨٠، ٣٣٠٤، ٥٦٢٤ وغيرها»، و «صحيح مسلم» (٢٠١٢، ٢٠١٣).
(٤) (ص ٢٧٠ ــ ٢٧١).
(٥) (ص ٢٨٩ ــ ٢٩٠).