للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: أأنتم أعلم أم الله؟ أرأيتَ لو قال قائل: لو خلق الله عباده على هيأة كذا لانسدَّ باب الظلم والعدوان والفجور، ولو أُنزل القرآن وكلّ دلالاته يقينية، لا يمكن أحدًا أن يشك أو يتشكك فيها لانسدَّ باب التفرق، ولو، ولو ... إنما شأنُ المؤمن أن ينظر ما قضاه الله واختاره، فيعلم أنه هو الحقّ المطابق للحكمة البالغة، ثم يتلمَّس ما عسى أن يفتح الله عليه به مِنْ فهم الحكمة، وراجع (ص ٥٥ و ٦٠ - ٦٢) (١). وذكر أمورًا قد تقدم النظر فيها، فراجع الفهرس.

ثم قال ص ٢٣٧: (نشأة علم الحديث ... ) إلى أن قال ص ٢٤٠: (الخبر وأقسامه) وذكر المتواتر ثم علّق عليه في الحاشية: ( ... أنكر المسلمون أعظم الأمور المتواترة، فالنصارى واليهود هما أمتان عظيمتان يخبرون بصلب المسيح، والإنجيل يصرِّح بذلك، فإذا أنكروا هذا الخبر وقد وصل إلى أعلى درجات المتواتر فأيّ خبرٍ بعده يمكن الاعتماد عليه والركون إليه؟) (٢).

أقول: هذا إما جنون، وإما كفر، «فاختر وما فيهما حظٌّ لمختار» (٣). وقد بيَّن علماء المسلمين سقوط دعوى تواتر الصّلْب بما لا مزيد عليه. وكلُّ


(١) (ص ١٠٨ ــ ١٠٩ و ١١٧ ــ ١٢٢).
(٢) أقول: حذف أبو ريَّة هذه الحاشية من الطبعات اللاحقة، فإما أن يكون عاد إلى رشده، أو تاب من كفره! وإن كان كتابه «دين الله واحد» يشي بسوء دِخْلَته وفساد طويّته!
(٣) عجز بيت من قصيدة للأعشى «ديوانه» (ص ٢٢٩ - نشرة محمد محمد حسين)، صدره:
فقال: ثُكْلٌ وغدرٌ أنت بينهما ... فاخْترْ .......................
وانظر «الشعر والشعراء»: (١/ ٢٦٢)، و «الأغاني»: (٦/ ٣١٤).