للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أخرجه (١) عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وعن ثابت، عن أنس ... " وفيه: فقال: "لو لم تفعلوا لصلح وقال في آخره: "أنتم أعلم بأمر دنياكم".

عادة مسلم أن يرتّب روايات الحديث بحسب قُوَّتها، يقدِّم الأصح فالأصح (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث طلحة: "ما أظن يغني ذلك شيئًا"، إخبار عن ظنه، وكذلك كان ظنه، فالخبر صِدْق قطعًا، وخطأ الظن ليس كذبًا، وفي معناه قوله في حديث رافع: "لعلكم ... " وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد، لأن حمادًا كان يخطئ.

وقوله في حديث طلحة: "فإني لن أكذب على الله" فيه دليل على امتناع أن يكذب على الله خطأ؛ لأن السياق في احتمال الخطأ، وامتناعه عمدًا معلوم من باب أَوْلى، بل كان معلومًا عندهم قطعًا. ونقل عن "شفاء عياض" (٣) قال: وفي حديث ابن عباس في الخَرْص: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر، فما حدّثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب".

أقول: ذكر شارح "الشفاء" (٤) أن البزار أخرجه بسند حسن، وتحسين


(١) (٢٣٦٣).
(٢) وانظر ما سيأتي (ص ٣١٦ ــ ٣١٧).
(٣) (٢/ ٨٧٠ ــ ٨٧١ ــ ط البجاوي).
(٤) "شرح الملا علي قاري": (٢/ ٣٣٨). وهو عند البزار: (١١/ ٤٢، ٢٥٠). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (١/ ١٨٢): "إسناده حسن إلا أن إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني لم أر من ترجمه". وعلق الحافظ في "مختصر زوائد البزار": (١/ ١٣٨): "قلت: هو الحافظ الشهير سمويه، ترجمه أبو نعيم في تاريخه، ووثقه ابن منده وأبو الشيخ وأبو نعيم وغيرهم".