للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ابنُ الجوزي حديث جابر والعُرس في «الموضوعات» (١)، وتعقَّبه السيوطيّ وذكر رواية الآخرين. راجع «اللآلي المصنوعة» (٣٢: ١) (٢). أما عن أبي هريرة فهو من طريق إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، ومعاوية لم يخرج له مسلم وأخرج له البخاري حديثًا واحدًا متابعة، وقد قال فيه أبوزرعة: «شيخ واه» ووثَّقه بعضهم (٣)، والمَقْبُريّ اختلط قبل موته بأربع سنين (٤). ولفظ الخبر مع ذلك مخالف لما نسبه النويريُّ إلى كعب.

قال أبو ريَّة: (وروى أبو هريرة أن رسول الله قال: النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة. وهذا القول نفسه رواه كعب إذ قال: أربعة أنهار وصفها الله عزَّ وجلّ في الدنيا، فالنيل نهر العسل في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة، وسَيحان نهر الماء في الجنة، وجَيحان نهر اللبن في الجنة).

أقول: أما حديث: «سَيحان وجَيحان والفُرات والنيل كلٌّ من أنهار الجنة» ففي «صحيح مسلم» (٥) عن أبي هريرة مرفوعًا، وذكر القاضي عياض فيه وجهين (٦)؛ ثانيهما: أنه كناية أو بشارة عن أن الإيمان يعمّ بلادها. وتقريبه: أنه بحذف مضاف، أي أنهار أهل الجنة وهم المسلمون.

فأما خبر كعب فيُروَى عن عبد الله بن صالح كاتب الليث ــ وهو مُتكلَّم


(١) حديث جابر رقم (١٣٥١، ١٣٥٢)، وحديث العُرس رقم (١٣٥٤).
(٢) (١/ ٦٠ ــ ٦١).
(٣) انظر «تهذيب التهذيب»: (١٠/ ٢٠٢).
(٤) كما قال ابن حبان، انظر «ملحق الكواكب النيّرات» (ص ٤٦٦ ــ ٤٦٧).
(٥) (٢٨٣٩).
(٦) في «إكمال المعلم»: (٧/ ٣٧٢).