للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا حُبًّا (انظر «سنن الدارمي» (١): باب مَن كَرِه الشهرة والمعرفة. و «طبقات ابن سعد» (٢): ترجمة عمر).

فأهلُ العلم والإيمان ينظرون إلى ما جرى من ذلك نظرةَ غبطةٍ وإكبارٍ لعمر ولمن أدَّبه عمر. وأهل الأهواء ينظرون نظرةَ طَعْنٍ على أحد الفريقين كما صنعه أبو ريَّة هنا، وكما يصنعه الرافضة في الطعن على عمر، أو على الفريقين معًا كما ذكره أبو ريَّة ص ٥٢ في ذكر عمر: (قلَّ أن يكون في الصحابة من سلم مِن لسانه أو يده).

أما أبو هريرة فقد كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعثه مع العلاء بن الحضرميّ إلى البحرين وأوصاه به خيرًا [ص ١٥٥] فاختار أن يكون مؤذِّنًا، كما في «الإصابة» (٣) و «البداية» (٤) وغيرهما. ثم رجع العلاء في حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كما في «فتوح البلدان» (ص ٩٢) ورجع معه أبو هريرة (٥)، ثم بعث عمر سنة ٢٠ أو نحوها قُدامةَ بن مظعون على إمارة البحرين وبعث معه أبا هريرة على الصلاة والقضاء، ثم جرت لقُدامة قضية معروفة (٦)، فعَزَله عمر وولَّى أبا هريرة الإمارة أيضًا، ثم قَدِم أبو هريرة بمالٍ لبيتِ المال ومالٍ له، قال ابن كثير في «البداية» (٨: ١١٣) (٧): «قال عبد الرزّاق: حدثنا مَعْمر عن أيوب


(١) (١/ ٤٤٦ وما بعدها) وقصته مع أبيّ رقم (٥٤٠).
(٢) (٣/ ٢٤٥ وما بعدها).
(٣) (٧/ ٤٣٩).
(٤) (١١/ ٣٨٦). والخبر عند ابن سعد في «الطبقات»: (٥/ ٢٤١).
(٥) يأتي تحقيقه فيما بعد. [المؤلف]. وسبقت الإحالة «فتوح البلدان» (ص ١١٢).
(٦) وهي قضية شربه الخمر متأوّلًا.
(٧) (١١/ ٣٨٦ ــ ٣٨٧) وهي في «تاريخ دمشق»: (٦٧/ ٣٧٠).