للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد علمتَ بأن أبا هريرة عندهم عدل ضابط، واعتراف محققيهم بأنه مع ذلك فقيه مجتهد، والأحاديث التي يخالفونها من مروياته سبيلها سبيل ما يخالفونه من مرويَّات غيره من الصحابة، والحقّ أحقُّ أن يُتّبع، والله الموفق.

قال أبو ريَّة ص ١٧١: (وقال أبو جعفر الإسكافي: وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي بالرواية).

أقول:

وقد زادني حبًّا لنفسي أنني ... بغيضٌ إلى كلِّ امرئ غير طائل (١)

قال: (ضربه عمر وقال: أكثرْتَ من الحديث، وأحْرِ بكَ أن تكون كاذبًا على رسول الله).

أقول: عزاه أبو ريَّة إلى «شرح النهج» (٢) لابن أبي الحديد، وقد مرَّ النظرُ فيه (ص ١٠٩) (٣)، وراجع (ص ١١٩) (٤).

قال: (وفي «الأحكام» للآمدي: أنكر الصحابةُ على أبي هريرة كثرة روايته .. ).

أقول: قد فرغنا من هذا.

[ص ١٢٩] قال: (وجرت مسألة المصرَّاة في مجلس الرشيد، فتنازع القومُ فيها وعلت أصواتُهم، فاحتج بعضهم بالحديث الذي رواه أبو هريرة، فردَّ بعضهم الحديثَ وقال: أبو هريرة متهم، ونحا نحوه الرشيد).


(١) البيت للطِّرِمّاح بن حكيم ضمن قصيدة له. انظر «ديوان الحماسة»: (١/ ١٣٠) لأبي تمام، و «الحيوان»: (٣/ ١١٢) للجاحظ، و «الشعر والشعراء»: (٢/ ٥٨٩).
(٢) (٤/ ٦٨).
(٣) (ص ٢١٠ ــ ٢١١).
(٤) (ص ٢٢٩ ــ ٢٣٠).