للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال أبورية ص ١٩٢: (سيرته وولايته: استعمل عمر أبا هريرة على البحرين سنة ٢١ ثم بلغه عنه أشياء تخلّ بأمانة الوالي العادل فعزله ... واستدعاه وقال له: ... ).

أقول: قول أبي ريَّة (بلغه عنه الخ) من تظنِّي أبي ريَّة، وستعلم بطلانه. وأما ما ذكره بعد ذلك فلم يعزه إلى كتاب، وسأذكر ما أثبته المتحرُّون من أهل العلم، وأقدّم قبل ذلك مقدمة:

[ص ١٥٤] كان عمر رضي الله عنه يحبّ للصحابة ما يحبّ لنفسه، فكان يكره لأحدهم أن يدخل عليه مالٌ فيه رائحة شبهة، وله في ذلك أخبار معروفة في سيرته؛ كان معاذ بن جبل من خيار أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، جاء عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يأتي معاذ يوم القيامة أمام العلماء بِرَتْوة» (١). وقال أيضًا: «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل» (٢). وكان معاذ سَمْحًا كريمًا،


(١) أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٨٣٣)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة»: (٤/ ١٨٧) من حديث عمر رضي الله عنه، وأخرجه الطبراني في «الأوسط» و «الصغير»: (١/ ٣٣٥) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. قال الهيثمي: «وفيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وُثق» «مجمع الزوائد»: (٩/ ٢٤٣). وجاء من مرسل محمد بن كعب القرظي أخرجه الطبراني في «الكبير»: (٢٠/ ٣٠)، قال الهيثمي: «مرسل، وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح». «مجمع الزوائد»: (٩/ ٣١٤).
(٢) أخرجه أحمد (١٣٩٩٠)، والترمذي (٣٧٩٠)، وابن ماجه (١٥٤)، والنسائي في «الكبرى» (٨٢٤٢)، وابن حبان (٧١٣١) وغيرهم من طريق الحذاء عن أبي قلابة عن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه. قال الترمذي: «حسن صحيح». وصححه ابن حبان والحاكم والضياء. وأُعلّ بالإرسال، وأنه لا يصح موصولاً إلا ذكر أبي عبيدة. رجحه الدارقطني في «العلل» (١٢/ ٢٤٨) والبيهقي والخطيب وغيرهم. انظر «المقاصد الحسنة» (ص ٤٧ ــ ٤٨).