للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلاميذ كعب، عبد الله بن عمرو بن العاص، فقد روى البخاري عن عبد الله (١) بن يسار ..... وزاد ابن كثير: قال ابن يسار: ثم لقيت كعبًا الحبر فسألته فما اختلفا في حرف». قال أبو ريَّة: (وكيف يختلفان وكعب هو الذي علَّمه).

أقول: خبر عبد الله بن عمرو نَسَبه بعضُهم إلى عبد الله بن سلام كما ذكره البخاري (٢)، وذكر ابن حجر (٣) أنه لا مانع من صحته عنهما. وقد بحثتُ عن هذا الخبر بطرقه المذكورة هنا وغيره ونظرت في الأسانيد، فترجَّح عندي صحته عن عبد الله بن عَمرو، فأما نِسْبته إلى عبد الله بن سلام ففي صحتها نظر، وكذلك نِسبته إلى كعب، وبيان ذلك يطول، وهذا الذي ظهر لي هو الظاهر من صنيع البخاري (٤).

هذا وفي بعض روايات الخبر أنه من التوراة، فإن صحّ ذلك في الرواية فقد يراد به الكتب المنسوبة إلى موسى، وقد يُراد به ما يعمّ كتبه وكتب أنبياء بني إسرائيل، وهو ما يسمّى عند القوم «العهد القديم»، وذلك إطلاق شائع كما يؤخذ من «إظهار الحق» (١: ٣٨) (٥)، وفي «تفسير ابن كثير» (٧: ٥٦٧) (٦):


(١) الصواب عن هلال [عن عطاء بن يسار]. [المؤلف].
(٢) رقم (٢١٢٥).
(٣) في «الفتح»: (٤/ ٣٤٣).
(٤) وفي خبر عبد الله بن عمرو: «أجل والله إنه لموصوف ... » علق عليه أبو ريَّة: «هكذا يورطه أستاذه حتى يقسم بالله»، وهذا من افتراء أبي ريَّة فإن عبد الله بن عمرو كان عنده جملة من صحف أهل الكتاب كما اعترف به أبو ريَّة، فإقسامه يدل على أنه شاهد تلك الصفة في تلك الصحف. [المؤلف].
(٥) (١/ ٩٩ ــ ط الإفتاء).
(٦) (٣/ ١٤٨٧ ــ دار ابن حزم).