للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا قال ص ١٢٦: (قال له: لتتركن الحديث أو لألحقنك) أسقط قوله: «عن الأُوَل» أيضًا ليؤكِّد لك أنه عمدًا ارتكب ذلك، ثم لم يكفه حتى قال ص ١١٥: (لما قدم كعب المدينة في عهد عمر وأظهر إسلامه أخذ يعمل في دهاء ومكر لِمَا أسلم من أجله من إفساد الدين وافتراء الكذب على النبيّ (كذا؟ ) ولم يلبث عمر أن فطن لكيده وتبين له سوء دِخْلته فنهاه عن الرواية عن النبيّ (كذا؟ ) وتوعَّده إن لم يترك الحديث عن رسول الله (كذا؟ ) أو ليلحقنّه بأرض القردة)، كذا قال، وعزا ذلك إلى المصدر نفسه وهو «البداية والنهاية» ج ٨ لكنه جعل الصفحة ٢٠٦ والصواب ١٠٦، فهل تعمَّد هذا ليعمِّي عن فضيحته؟ فليتدبر القارئ، ولينظر مَن الذي يعمل في دهاء ومكر لإفساد الدين بكيدٍ وسوء دِخْلة؟

هذا، وسند الخبر غير صحيح، ولفظه في «البداية» (١): «قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني محمد بن زُرْعة الرُّعيني حدثنا مروان بن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله (٢) عن السائب الخ». ومحمد بن زرعة لم أجد له ترجمة (٣)، والمجهول لا تقوم به حجة، وكذا إسماعيل إلا أن يكون الصواب إسماعيل بن عبيد الله (بالتصغير) بن أبي المهاجر فثقة معروف لكن لا أدري أَسَمِعَ من السائب أم لا؟

وفي «البداية» عَقِبه: «قال أبو زرعة: وسمعت أبا مسهر يذكره عن سعيد بن عبد العزيز نحوًا منه لم يسنده».


(١) (١١/ ٣٧٠ ــ ٣٧١). والخبر في «تاريخ دمشق»: (١/ ٥٤٤) لأبي زرعة الدمشقي.
(٢) في الطبعة المحققة «عبيد الله» كما سيشير إليه المؤلف.
(٣) ترجمته في «تاريخ أبي زرعة» (١/ ٢٨٦)، و «الثقات»: (٩/ ٧٩) لابن حبان، و «الثقات»: (٢/ ٢٣٧) للعجلي، و «تاريخ دمشق»: (٥٣/ ٤١) لابن عساكر. (ت ٢١٦) وهو ثقة.